عودة الحياة لمدينة تعز القديمة

هكذا عادت الحياة للمدينة القديمة بتعز، بعد أيام عجاف.. لكن هل تكون الأخيرة؟! (صور)

  •  

"نتمنى ان يستمر هذا الأمن الذي عاد لنا منذ يومين بصورة دائمة" بهذه الكلمات عبر سكان من مدينة تعز القديمة "جنوب غرب اليمن" لمراسل "المصدر اونلاين" عن حالهم بعد أسبوع دامٍ داخل مدينتهم، سقط فيه قتلى ومصابون، جراء مواجهات بين الحملة الأمنية ومسلحي كتائب أبي العباس، وانتهت بإجلاء مسلحي الكتائب التي كانت تتمركز في المدينة.

 

يقول السكان هنا في أحياء المدينة القديمة، إنهم ظلوا محاصرين لأسبوع كامل، واشتد الحصار اكثر في اليومين الأخيرين، حيث منعوا خلالها من جلب احتياجاتهم من لوازم الطعام والشراب جراء اشتداد المعارك بين الطرفين.

 

يحدثنا "أبو جلال" عن الأيام العصيبة التي عاشها فيقول "عشنا أيام عصيبة محاصرين، لا أكل ولا شرب، لكن كان هناك تعاون بين المواطنين"، ويضيف ابو بشير المرادي "عشنا أمرّ الأيام منذ خلقت قبل خمسين عاما، والسكان بحالة نفسية صغار وكبار".

 

ولا زالت آثار الرصاص والقذائف على منازل المواطنين شاهدة على حرب ضروس جرت بين اللجنة الأمنية ومسلحي كتائب "ابو العباس" المدعوم إماراتياً، والتي انتهت بخروج قوات الأخير من الأحياء القديمة إلى جبهة الكدحة بريف تعز.

 

الحرب الأخيرة تركزت داخل أحياء "وادي المدام" و"عقبة مفرح" و"الجمهوري" و"باب موسى"، الذي لم يغلق منذ عقود من الزمن لأكثر من 24 ساعة متواصلة سوى خلال المواجهات التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي، بحسب تأكيدات مواطنين.

 

اثناء مررونا بمنطقة "عقبة مفرح" شاهدنا أحد السكان يتأمل في الخراب الذي لحق ببعض المنازل، ودعانا مواطن آخر لتصوير منزله بعد ان اخترقت قذيفة بابه الخارجي واقتلعته. 
وخلال جولتنا ولقائنا أكثر من عشرين من سكان المدينة القديمة عبر السكان لنا عن استيائهم من تحويل مدينتهم وأحيائهم إلى ساحة قتال، يقول أبو أشرف عبده، "بهذه الرصاص كانوا قادرين يحرروا تعز وزيادة، رأينا أسلحة متطورة خصوصا مع أبو العباس".
 

فيما يشير الحاج أمين سعيد إلى انتهاكات طرفي القتال بقوله "الجانب الإنساني معدوم لدى مسلحي أبو العباس وأفراد الحملة الأمنية أثناء الاشتباكات الدامية ونحن محاصرون".

يتحدث المواطنون عن ذكريات الرعب التي عاشتها الأحياء في ظل وجود ما يطلقون عليه "الملثمين"، الذين كانت الكتائب توفر لهم الحماية، الذين كانوا يمنعون سماع الأغاني ويبدون ملاحظاتهم بشكل فج ومستفز على ملابس الفتيات التي يعتقدون أنها غير مناسبة من وجهة نظرهم.

مع طول الفترة اكتسب المواطنون هنا خبرة في التعامل مع المسلحين وصار التعايش معهم أمراً اعتيادياً، إلا أن وجود مسلحين على علاقة تنافر مع الأجهزة الأمنية يجعل المدينة مهددة في أي لحظة لاندلاع المواجهات وبالتالي يدفعون ثمن ذلك من حياتهم وممتلكاتهم واستقرارهم، ويعتقدون أن الحال الآن سيكون أفضل بعد مغادرة المسلحين أزقة وأحياء المدينة المزدحمة بالسكان.

يتحدث أحد مسؤولي خزانات المياه "السبيل" بالمدينة القديمة وتقاسيم وجهه يكسوها الحزن يقول "المواطنون بدون مياه"، بعد ان تلفت خزانات المياه بسبب الرصاص وشظايا القذائف. وشاهدنا مواطنين يحاولون إغلاق ثقوب في خزانات المياه خاصتهم، علها تحفظ لهم ماء يروي ظمأهم.

وتساءل احد ملاك المحلات التجارية، "من سيعوضني قيمة الخزانات التي تلفت بسبب الاشتباكات؟".

وتشهد مناطق محافظة تعز هذا العام شحة شديدة في المياه وارتفاع أسعار بيعها، جراء الحصار ووجود آبار المياه في مناطق سيطرة الحوثيين، لكن حال المدينة القديمة الخارجة تواً من مواجهات دامية أكثر بؤساً.
 

وبسبب تكدس النفايات داخل المدينة القديمة بالقرب من الباب الكبير، نتيجة لعدم دخول صندوق النظافة والتحسين لرفعها، لجأ سكان لحرقها مما يسبب الكثير من المتاعب للسكان، وينتظر السكان أن يقوم صندوق النظافة بدوره خاصة أن الأمن صار مستتباً ولا مبرر لغياب أعمال النظافة.