أكثر من 40 ألف مشارك في ماراثون لندن شعروا بالإجهاد بعد الوصول لخط النهاية.
لكن العداءة الشهيرة هارلي كاروثرز كانت قد زحفت على يديها وركبتيها لتصل إلى خط النهاية، بعد أن سقطت من الإجهاد قبل الوصول إلي نهاية السباق بخطوات معدودة.
تقول كاروثرز، التي عادت الآن إلى حياتها الطبيعية: "بدأت في عد خطواتي لكن عقلي قد ذهب، وأعتقدت أنني فقدت الرؤية في إحدى عيني".
وتضيف: "لم أستطع رفع قدمَيّ، ولم أتمكن من الحركة. لقد كانت أطرافي متحجرة تماما".
وقالت هارلي، البالغة من العمر 26 عاما والتي تعمل لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، إنها شعرت بسوء حالتها الصحية بعد وصولها لمنتصف الطريق.
وتضيف: "شعرت بقدمَي وكأنهما عمودي رصاص وشعرت بالإعياء، ثم ساءت حالتي تدريجيا".
وقد تابع مشاهدو محطات التلفزة والمراقبون هارلي وهي تقترب من خط النهاية بعد 26.2 ميلا، قبل أن تسقط على الأرض على بعد أمتار من خط النهاية.
تقول هارلي: "بعدما قطعت عشرين ميلا، وفكرت في أنه لا تزال هناك 10 كيلومترات متبقية يتعين قطعها، لم أكن أتخيل أنه يمكنني الوصول لخط النهاية".
وتتابع: "هذا أصعب أمر فعلته في حياتي".
وعلى الرغم من زحفها صوب خط النهاية بمساعدة من بعض مشرفي الماراثون، تمكنت هارلي من تحطيم رقمها السابق بحوالي ثلاث دقائق، إذ أنهت السباق بعد ساعتين وثلاثة وثلاثين دقيقة، وتسعة وخمسين ثانية.
وقد أنهت هارلي السباق في المركز الثامن عشر وتقول إن هذا السباق كان أعنف شيء بدنيا وذهنيا بالنسبة لها.
وتضيف هارلي: "بدأنا السباق بسرعة عالية وقد أثار حماسي أنني في سباق المحترفين وأنني أتسابق في لندن. لقد جرينا في النصف الأول من السباق بسرعة كبيرة، ثم تحول هذا السباق ليكون مهرجانا للبقاء".
وتقول هارلي، التي تعيش في مدينة برمنغهام، إنها تعلمت إلى أي مدى يمكنها التحامل على نفسها، لكن ما الذي يمكن أن يحدث إذا تركت الأمور تسير في مجراها؟
وتضيف: "عبور خط النهاية يعتبر تحديا، لكن يمكن تحقيقه. والآن سأعطي جسمي الفرصة للتعافي والعودة إلى التدريبات والتأكد من عدم التحامل على نفسي مجددا".
وتنصح هارلي نفسها قائلة: "نحن نتعلم الكثير من تلك السباقات، لكنها لا تنتهي حسبما تأمل".
وتعود هارلي لممارسة وظيفتها كمختصة في أشعة تشخيص السرطان، لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتقول إنها بسبب نشوة ما بعد السباق فإنها لم تنم كثيرا، وتتابع "أستعين بالكافيين حتى هذه اللحظة".