سيكون رجال المدرب الألماني يورغن كلوب في مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، حين يستضيف ليفربول مساء اليوم الثلاثاء، برشلونة على ملعب أنفيلد في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وسيحاول الريدز تعويض السقوط بثلاثة أهداف دون رد بكامب نو، في ليلة قال فيها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الكلمة الأخيرة، بثنائية رائعة في مرمى أليسون وأداء أروع.
ولم تعكس تلك النتيجة مجريات اللقاء، حيث سيطر ليفربول وهدد مرمى برشلونة في أكثر من مناسبة، منها كرة في القائم لمحمد صلاح، أو الرعونة في فرصة ساديو ماني، أو تدخلات أندريه تير شتيغن في أكثر من مرة، لتسديدات نجوم الريدز.
ومع غياب فيرمينو وصلاح عن لقاء الليلة الذي خلق حالة من عدم التفاؤل بين جماهير الليفر، نعرض 3 أسباب قد تجعل المستحيل ممكناً، ويتمكن الريدز من تحقيق الريمونتادا الصعبة ضد برشلونة.
قوة هجوم ليفربول
يظل الفريق الأحمر الشهير مميزاً وقوياً للغاية بخط هجومه، حيث أطاح بأندية كبيرة في إنجلترا وأوروبا، منها مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ وتشيلسي وبورتو.
كما أنه لم يخسر حتى الآن مباراة أوروبية على أرضه، وسجلُّه في الدوري الإنجليزي الممتاز على أرضه هو أحد الأسباب المباشرة التي تجعله الآن ينافس على لقب الدوري الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا.
ولا شك في أن إرنستو فالفيردي، مدرب البارسا، سيكون حذراً من سجلِّ ليفربول على أرضه، وعلى الرغم من امتلاكه ميزة ثلاثة أهداف ذهاباً، فإنه لن يخاطر أبداً ضد الريدز، وذلك لأن رجال كلوب أقوياء جداً في معقلهم.
حرمان برشلونة من الاستحواذ
إذا نظرنا إلى إحصائيات المباراة الأولى، فسنجد أن ليفربول أنهى اللقاء بنسبة استحواذ 52.5% أعلى من برشلونة، وهي إحصائية مثيرة للاهتمام عندما نتحدث عن اللعب ضد برشلونة في كامب نو.
فمن النادر جداً أن يتفوق فريق في الاستحواذ على برشلونة بمعقله، ليس ذلك فحسب فقد كانت لليفربول نسبة تمرير أعلى من منافسه ونسبة تسديد أكثر.
وهذا يثبت أن ليفربول يمكن أن يكون أكثر خطورة في أنفيلد مما كان عليه بكامب نو، وهذا يعني أن برشلونة سيواجه وقتاً عصيباً في الحفاظ على الكرة، وقد شاهد العالم ما يحدث لفريق برشلونة عندما يخسر الاستحواذ، في هزيمته ضد بايرن ميونيخ (4ـ0) في عام 2013.
القدرة على احتواء ميسي
الحديث كان كثيراً عن ميسي ومواجهته لأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز فيرجيل فان دايك، ولكن رغم الهزيمة بثلاثية، قدَّم دفاع ليفربول مباراة جيدة ضد ليو باستثناء كرة الهدف الثاني، ويمكن السيطرة عليه بشكل أفضل في أنفيلد.
إذا كان من الممكن احتواء سواريز وميسي جيداً، وبشكل صحيح مع تجنب بعض الأخطاء التكتيكية التي عرفها لقاء الذهاب في اللحظات المناسبة، وعدم إثارة الحكم بشكل كبير، سيُمنح ليفربول فرصة عظيمة في التسجيل وربما تحقيق المهمة المستحيلة.
ريمونتادا تاريخية تجدد الثقة لليفربول
بعيداً عن الأسباب الفنية التي تبرر طموحه إلى تحقيق الفوز، يوجد لدى ليفربول ذكرى حدث استثنائي، ربما يستلهمون منها الأمل لكي يكرروا الفعلة مرة أخرى وتحقيق المستحيل، عندما حققوا الريمونتادا الأشهر في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005 أمام ميلان في مدينة إسطنبول التركية.
في مباراة لن ينساها عشاق كرة القدم عموماً ومشجعو ليفربول على وجه الخصوص، قلب الأحمر الطاولة على فريق ميلان الإيطالي، بعد أن سجل فيه 3 أهداف خلال 6 دقائق، رغم تأخره في شوط المباراة الأول بثلاثية نظيفة، ليتوَّج «الريدز» بلقبهم الأوروبي الخامس بركلات الترجيح.
مباراة ريمونتادا ليفربول التاريخية لم تكن مجرد لقاء عاد فيه «الريدز» في النتيجة واستطاع الفوز باللقب، بل مرجع تاريخي لعشاق اللعبة، ودرس لمن يأتي بعدهم من لاعبي ليفربول، بأنه طالما هناك وقت فإن هناك أملاً، ولكن يتوقف الأمر على القتالية والروح والإصرار على الفوز، فالفريق الحالي لديه فرصه بمباراة كاملة، لتحقيق ما فعله أسلافهم في شوط واحد.
6 مباريات هذا الموسم مفتاح الأمل
رغم أن ما يحتاجه ليفربول أشبه بمعجزة من أجل الوصول إلى المباراة النهائية بملعب «واندا متروبوليتانو» في الأول من شهر يونيو/حزيران 2019، فإن هناك إحصائية تصنع الأمل للريدز، حيث نجح هذا الموسم فى تحقيق الفوز بنتيجة 4 أهداف أو أكثر في 6 مباريات بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال على ملعبه، وهو ما يعطيه الأمل في تحقيق عودة تاريخية.
وحقق الليفر الفوز بنتيجة 4-0 على أندية وست هام يونايتد ونيوكاسل في البريميرليغ، والنجم الأحمر الصربي بدوري أبطال أوروبا، كما فاز على أرسنال 5-1، وعلى فريقي واتفورد وهدرسفيلد تاون بنتيجة 5-0.
وعلى الرغم من تحقيق ليفربول الفوز فى 6 مباريات هذا الموسم بفارق 4 أهداف، فإنها جاءت أمام أندية متوسطة المستوى ولا تقارَن بقيمة وحجم برشلونة، ولكنها مؤشر على قدرة الفريق على تسجيل عديد من الأهداف رغم الظروف المعاكسة كافة.