امبراطور اليابان وحرمه بعد التنازلوعن العرش

غادرا القصر بعيدا عن أضواء الشهرة.. هكذا تبدو "الحياة الجديدة" لعائلة إمبراطور اليابان بعد التنازل عن العرش

تغير مكان الإقامة

ليس من المتوقع أن ينخرط الزوجان الإمبراطوريان المتنحيان عن العرش في مهام رسمية بشكل مباشر. فقد أعرب الإمبراطور أكيهيتو بصراحة في رسالة فيديو وجهها إلى الأمة في شهر أغسطس/آب من عام 2016 عن قلقه من أن التقدم في السن قد يؤثر على قدرته على أداء واجباته بالكامل بصفته الإمبراطور. ومع بدء استخدام اللقبين ’’متنحي‘‘ و ’’متنحية‘‘ فإن الزوجين سيعتزلان أداء المهام الرسمية، ويتوقع الكثير من مراقبي الأسرة الإمبراطورية أنهما سيمضيان أيامهما في القيام بأنشطة خاصة بدلا من ذلك.

لدى أي إمبراطور واجبات كثيرة. ووفقا لوكالة البلاط الإمبراطوري قام الإمبراطور أكيهيتو في عام 2017 بدراسة أو توقيع أو وضع ختمه على 960 ورقة تتعلق بقرارات مجلس الوزراء بشأن شؤون الدولة. ومن بين الواجبات الأخرى التي تمت في نفس العام، المصادقة على تعيين رئيس الوزراء ووزراء الحكومة وتلقي أوراق اعتماد السفراء الأجانب وعقد اجتماعات وحضور مآدب وما إلى ذلك في حوالي 200 مناسبة. المهمة الأخرى التي يجب نقلها إلى ولي العهد الأمير ناروهيتو هي ممارسة طقوس دينية – والتي تبدأ أحيانا عند الفجر – في أضرحة داخل القصر الإمبراطوري.

ومع بداية شهر مايو/أيار سيغادر الزوجان الإمبراطوريان مقر إقامتهما في القصر الإمبراطوري، الذي سكنا فيه لما يقارب ثلاثة عقود. سوف يقيمان مؤقتا في سكن تاكاناوا الإمبراطوري – كان في السابق منزل الأمير تاكاماتسو عم الإمبراطور أكيهيتو – على بعد 3 كيلومترات جنوب القصر الإمبراطوري قبل الانتقال إلى قصر توغو على أراضي ملكية أكاساكا على بعد كيلومتر واحد إلى الغرب من القصر الإمبراطوري اعتبارا من أبريل/نيسان عام 2020. والهدف من التنقل مرتين هو تجديد إقامة سكن القصر الإمبراطوري استعدادا لولي العهد الأمير ناروهيتو – الذي سيصبح الإمبراطور الجديد – وعائلته حيث يقيمون حاليا في قصر توغو، بالإضافة إلى عمل مزيد من التعديلات على مرافق قصر توغو بعد ذلك لجعله مناسبا للزوجين المتنحيين.

عاش الزوجان بالفعل في قصر توغو من عام 1960 – وهو العام الذي تلا زواجهما – حتى عام 1993 لذلك سيعودان إلى مكان يغمره الحنين إلى الماضي. وسيتم تغيير اسم قصر توغو إلى قصر سينتو، وهي تسمية مرتبطة تاريخيا بمقر إقامة الإمبراطور المتنحي عن العرش. يعيش أفراد الأسرة الإمبراطورية الآخرون – بمن فيهم الابن الأصغر للإمبراطور والإمبراطورة فوميهيتو (الأمير أكيشينو) وعائلته – في أراضي ملكية أكاساكا التي تعد أيضا مكان وجود قصر الضيافة الحكومي.

وقت متابعة الأبحاث والترفيه

بعد التنحي عن العرش سيتاح للزوجين المزيد من الوقت لاستغلاله في أنشطة شخصية. ومن المعروف بأنهما التقيا لأول مرة في ملعب التنس في كارويزاوا في خمسينيات القرن العشرين، ويحب الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو أن يكونا نشيطين بدنيا. وقد استمرا في لعب التنس حتى الثمانينات من عمرهما، ويشمل روتينهما اليومي الركض البطيء والمشي.

ويأمل البعض في أن الزوجين سوف يستخدما الوقت المتاح لهما في مواصلة متابعة اهتماماتهما التي لطالما رافقتهما على مدى حياتهما. فالإمبراطور أكيهيتو هو خبير في تصنيف سمكة الغوبي وكثيرا ما يساهم في نشر أوراق علمية في ’’ Ichthyological Research‘‘ وهي مجلة الجمعية اليابانية لعلوم الأسماك، ومنشورات أكاديمية أخرى. وحتى الآن قام بتأليف 33 ورقة علمية وكتب أيضا عدة كتب حول هذا الموضوع. وقد ينشر نتائج أبحاث جديدة في السنوات المقبلة، مستفيدا من الوقت الإضافي الذي منحه إياه التنحي عن العرش.

ولطالما استمتعت الإمبراطورة ميتشيكو بالآداب، وستخصص على الأرجح مزيدا من الوقت للقراءة الآن. ففي تصريحات أدلت بها بمناسبة عيد ميلادها الرابع والثمانين في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018، قالت إنها كانت تتطلع لمتابعة قراءة قصص جيفز – وخادم شخصي بارع في روايات فكاهية للكاتب بي جي وودهاوس. وبعد أن تحررت من المتطلبات التي تمليها عليها الواجبات العامة، سيتاح لها في النهاية الكثير من الوقت لقراءة الكتب.

الموسيقى هي اهتمام مشترك آخر للزوجين: فالإمبراطور أكيهيتو يعزف على التشيلو والإمبراطورة ميتشيكو عازفة بيانو بارعة. وعلى مر السنين استمتعا بعروض موسيقية لفنانين يابانيين وأجانب. سيكون لديهما المزيد من الوقت للقيام بذلك الآن وقد يحضران الحفلات الموسيقية بوتيرة أكبر. وسوف يستمتعان أيضا بالتأكيد بقضاء فترات طويلة في منتجعات إمبراطورية في ناسو بمحافظة توتشيغي وهاياما بمحافظة كاناغاوا وسوزاكي بمحافظة شيزوؤكا وحتى الذهاب في رحلات خاصة.

وعلى الرغم من أن الزوجين الإمبراطوريين سيعتزلان ممارسة واجباتهما الرسمية، إلا أن الأمر لا يبدو كما لو أنهما لن يظهران علنا مرة أخرى. فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن يُشاهد الإمبراطور أكيهيتو وهو يجمع أسماك الغوبي من الأنهار أو البحر بالقرب من منتجعاتهما التي يقضيان فيها العطلات، وقد يصادف السكان المحليون الزوجين أثناء قيامهم بالتنزه في الجوار. قد يظهران أيضا إلى جوار الإمبراطور الجديد – ناروهيتو – وأفراد آخرين من الأسرة الإمبراطورية أمام حشود المهنئين في القصر الإمبراطوري خلال احتفالات العام الجديد.

سيتولى المهام الرسمية المناطة بالإمبراطور أكيهيتو بشكل رئيسي الإمبراطور الجديد وزوجته الأميرة ماساكو والأمير أكيشينو وزوجته الأميرة كيكو. وباعتبار الإمبراطور الجديد رمزا للدولة، سيضطلع على وجه الخصوص بمهام متعلقة بشؤون الدولة، بينما سيصبح شقيقه الأمير أكيشينو – الأول في خلافة العرش – وليا للعهد وسيتولى المهام المرتبطة به.

تم تخصيص 24.064 مليار ين في ميزانية الدولة للعام المالي 2019 لتغطية نفقات الأسرة الإمبراطورية ووكالة البلاط الإمبراطوري التي تدير شؤونها. وسيذهب من هذا إجمالي المبلغ 324 مليون ين إلى الأسرة الإمبراطورية (الإمبراطور والإمبراطورة المتنحيين، والإمبراطور القادم ناروهيتو وعائلته) لتغطية النفقات الخاصة. وبعد تنازل الإمبراطور، من المتوقع ألا يتم تخفيض ميزانية نفقات المعيشة المدرجة ضمن النفقات الخاصة، والتي تشمل تلك الخاصة بالإمبراطور والإمبراطورة المتنحيين. وفي هذه الأثناء ستتلقى كل أسرة متفرعة عن العائلة الإمبراطورية 264 مليون ين للنفقات الخاصة، بما في ذلك تخصيص مبلغ اعتيادي قدره 30.50 مليون ين لكل رب أسرة. ولكن المخصصات الاعتيادية للأمير أكيشينو – باعتباره ولي العهد الجديد – سوف تتضاعف ثلاث مرات.

(المقالة الأصلية مكتوبة باللغة اليابانية بقلم ماسودا ميكي. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو يتمشيان في مزرعة خضراوات في أراضي حي أوهيناتا المستصلحة بكارويزاوا في محافظة ناغانو بتاريخ 23 أغسطس/آب من عام 2018. حقوق الصورة لجيجي برس).