نيلسون مانديلا

لماذا يرفض مواطنو جنوب إفريقيا إرث "مانديلا" بأثر رجعي؟

ترجمة: عربي بوست

«إنه أسوأ أداء لاقتصاد دولة في العالم ليست في حالة حرب»، هل يتخيل أحد أن هذا التوصيف ينطبق على الدولة التي قادها نيلسون مانديلا، إذ إن جنوب إفريقيا تواجه تحديات هائلة، في الوقت الذي تستعد فيه لانتخابات تشريعية مهمة.

تنظر آنديسوا كولانيسي إلى الخارج في اتجاه الأسقف الحديدية المتموجة، والمآوي المبنية من الألواح الخشبية، والملابس المنشورة التي ترفرف في الهواء الطلق، ثم تبتسم متذكرةً يوماً مضى عليه 25 عاماً، فتقول: «ذكريات هذه الأيام حاضرة، لكنها تبدو الآن مثل حكي قصة خيالية، عندما نفكر في الفرق بين الآن وحينها، فإننا نتساءل: ماذا حدث؟».

تعيش آنديسوا في منطقة كيب فلاتس، وهي قطعة أرض ترابية مستوية تقع خلف جبل تيبل المذهل. حولها يوجد جيرانها في المخيم العشواني الواقع على طرف بلدة خايليتشا، وينصتون جيداً.

تعول آنديسوا أربعة أطفال، وزوجاً عاطلاً، بما تجنيه من بيع «الكيك الدَّسِم» على مفترق طرق قريب، وهو عبارة عن لفائف خبز مقلية قلياً عميقاً. هنا لا توجد شوارع، ولا مرافق كهرباء أو إمدادات مياه رسمية، ويعتمد قاطنو بضع مئات من الأكواخ على نحو ستة مراحيض محمولة وفرتها السلطات المحلية. وكلهم مهددون بإخلاء المنطقة في أي لحظة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

جنوب إفريقيا تواجه تحديات هائلة بعدما حقق مانديلا حلم الحرية والديمقراطية لمواطنيه

تقول آنديسوا: «هذا اليوم، حينها، كنت في قريتي الواقعة على مسافة بعيدة. لم ينم أحد، فقد كنا جميعاً متحمسين للغاية، وجميعنا كباراً وصغاراً مكثنا مستيقظين طوال الليل. كان الأمر أشبه بحلم يتحقق، سنصبح قادرين على الانتخاب واختيار قادتنا، لم نستطع تصديق ذلك».

كانت آنديسوا في الحادية والعشرين من عمرها عندما أتت أول انتخابات حرة في جنوب إفريقيا بنيلسون مانديلا وحزبه «المؤتمر الوطني الإفريقي» إلى السلطة، ما مثل نهاية للنظام العنصري القمعي القهري، الذي حكم جنوب إفريقيا لأكثر من أربعة عقود.

قبل ذلك، حُرم غالبية سكان المستعمرة البريطانية السابقة من حق التصويت، وحق المشاركة أو العمل أو العيش حيثما يختارون. وكانت تلك الانتخابات نهاية لذلك الكابوس الطويل.

ولكن اليوم يذهبون للانتخاب بروح يائسة، والنتيجة معروفة سلفاً

ويوم الأربعاء 8 مايو/أيار، سيذهب عشرات الملايين من مواطني جنوب إفريقيا إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى. ظل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في السلطة منذ انتخابات عام 1994، وهو حريص على الحفاظ على الأغلبية في البرلمان، فهي تعني أن رئيس الحزب سيريل رامافوزا، الرئيس الحالي للبلاد سيحظى بفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات بمجرد حسم نتيجة الانتخابات بحلول نهاية الأسبوع.

لكن هذه النتيجة المحسومة مسبقاً تعزز من أهمية الانتخابات المقبلة ولا تقلل منها. فالرهانات مرتفعة للغاية، ويتحدث كثيرون عن نقطة تحول حقيقية في التاريخ المضطرب «لأمة قوس قزح» أو الأمة متعددة الأعراق.

فقد تدهور الاقتصاد تحت حكم حزب مانديلا كأن البلاد خاضت حرباً

تدهور اقتصاد البلاد بشدة تحت حكم الرئيس السابق جاكوب زوما. والآن، النمو بطيء، والتضخم مرتفع، ويتعدى معدل البطالة الرسمي 25%. ولعنة الجرائم العنيفة في جنوب إفريقيا في أسوأ حالاتها، وعانت الشركات والأعمال من قطع الدولة الدوري للكهرباء، وخرج المستثمرون الأجانب إلى بلدان أخرى.

ويشير استطلاع رأي حديث إلى أن أداء جنوب إفريقيا قد تدهور على المستوى الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي في الاثني عشر عاماً الماضية، مقارنة بأي دولة أخرى لم تمر بظروف حرب.

والعنف وصل إلى مستويات غير مقبولة

قال ويليام غوميد، وهو محلل وأكاديمي نشأ في كيب فلاتس: «لدينا سلسلة من الأزمات، على رأسها الاقتصاد. الوضع الاقتصادي الحالي صعب بالنسبة للمواطن العادي. ثم لدينا العنف، إن كنت تعيش في قرية أو في أي مكان فأنت غير آمن بعد حلول الظلام. وأخيراً هناك أزمة القيادة».

وتُعتبر الأزمة الأخيرة هي الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى مؤيدي رامافوزا، فالرئيس البالغ من العمر 66 عاماً شخص معتدل، يريد الدفع بمجموعة متنوعة من الإصلاحات من أجل تحقيق النمو الاقتصادي.

لكن، لكي يتمكن من فعل هذا، على رامافوزا أن يهزم أولاً أعداءه الأقوياء داخل حزب المؤتمر الوطني، وبعضهم أعداء من حيث الأيديولوجيا، يعتقدون أن الرئيس الذي يُعتبر أغنى رجل أعمال في جنوب إفريقيا، قد باع «رأس المال الأبيض».

وشبكات الإجرام تحارب الرئيس

وهناك بعضٌ آخر فاسد يرى رامافوزا تهديداً لشبكاتهم الإجرامية.

فقد كشفت سلسلة من المسائلات القضائية والتحقيقات الإعلامية عن مستوى الفساد تحت قيادة زوما.

ومع أن رامافوزا قد نجح في إطاحة سابقه زوما من أعلى منصب في الحزب ومن الرئاسة، فلا يزال عليه التحرك بحسم ضد من يوالونه ويتقلدون أعلى المناصب في الدولة.

جنوب إفريقيا تواجه تحديات هائلة
الفساد أهم مشكلة تواجه الرئيس الحالي رامافوزا/REUTERS

وفي حوار مع صحيفة The Guardian البريطانية العام الماضي، تحدث رامافوزا عن «أملٍ جديد في حزب المؤتمر الوطني»، لكنه لم يستطع تحقيق تغيير كبير في الخمسة عشر شهراً التي قضاها في السلطة، إلا أن تحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات المقبلة سيقوي من قبضته ويسمح له بفعل هذا.

والحزب الحاكم في تراجع دائم

وهذا الأمر فقط يُمكنه إنقاذ الحزب من تدهور طويل المدى، بحسب قول المؤيدين. في عام 2016، حصل حزب المؤتمر الوطني على 54% فقط من الأصوات في الانتخابات البلدية، وهي نسبة تقل بمقدار 9 درجات مئوية عن انتخابات عام 2011. كما فقد الحزب السيطرة على جوهانسبرغ، المدينة الأكثر ثروة، وكذلك العاصمة الإدارية تشواني.

وقال إبراهيم رسول، مسؤول رفيع المستوى في حزب المؤتمر الوطني إن الحزب يحتاج أصوات الناخبين لإنقاذه من أزمة أخلاقية، وربط بين هذا الصراع الجديد وبين الكفاح ضد نظام الفصل العنصري.

وأضاف رسول (56 عاماً) الذي يقود الحملة الانتخابية للحزب في مقاطعة كيب الغربية: «المعركة قائمة بين من يريدون إعادة تجديد حزب المؤتمر الوطني وبين هؤلاء الذين لا يريدون الذهاب إلى السجن، لقد مر 25 عاماً، ولا ينبغي مطلقاً علينا الاضطرار إلى إنقاذ القيم الأساسية التي ناضل مانديلا وغيره من أجل إرسائها وخاصة داخل الحزب».

لسنوات كان الاعتماد على إرث مانديلا كافياً

لوقت طويل، ساعد التاريخ حزب المؤتمر الوطني، وقد أعطت المعركة التي شنها الحزب ضد التمييز العنصري وإرث مانديلا شرعيةً تلقائيةً لحكام الديمقراطية الجديدة. لكن الآن أصبح التاريخ عقبة محتملة أيضاً؛ إذ يقدم معياراً يمكن استخدامه لتقييم أداء الحزب.

يشير الحزب إلى مجموعة من الإنجازات التي حققها خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، مثل توفير الطاقة والمياه والمنازل لملايين الأشخاص. ويشدد أيضاً على الحالة الاقتصادية المتدهورة التي ورثها عن نظام الفصل العنصري شبه المفلس في عام 1994.

هناك علامات عديدة على إحراز التقدم، فيتذكر ماجور مغكساجي، مسؤول في اتحاد التجارة في خايليتشا تدبير وسائل مواصلات لنقل مئات من نشطاء حزب المؤتمر الوطني إلى داخل كيب تاون، للاستماع إلى خطاب مانديلا الأول بعد إطلاق سراحه في عام 1990 بعدما مكث 26 عاماً في السجن.

ويصف مغكساجي، الذي سُجن عدة مرات في ظل نظام الفصل العنصري، أنه كان «مغموراً بالأمل» وهو يستمع إلى الشخص الذي نال جائزة نوبل بعد ذلك وهو يتحدث إلى جموع تُقدر بمئات الآلاف.

وهناك إنجازات على الأرض بعدما كان نظام الفصل العنصري يحشر المجتمعات السوداء بالضواحي

ومع أن الآمال قد خابت إلى حدٍّ كبير، يقول مغكساجي إن تغييراً قد حدث. فابنته التي كانت ضحية للتمييز العنصري تدرس الآن الطب في جامعة ستيلينبوش، وابنه الآن شرطي ذو رتبة كبيرة. ويضيف: «يُعتبر هذا إنجازاً، هذا ما كنا نناضل من أجله، ولا يزال لدينا أمل لبلادنا».

أسس حكّام الفصل العنصري بلدة خايليتشا في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، ووصفها أحد السكان المحليين بـ «مقلب» للمجتمعات السوداء التي لا تريد الأغلبية البيضاء رؤيتها في كيب تاون. حدث الشيء نفسه في كل مدينة وبلدة أخرى. وهذه القرية التي تؤوي نحو 400 ألف شخص موصومة بمستويات مرتفعة من النشاطات الإجرامية العنيفة، وإدمان المخدرات، والبطالة. وفي كل صباح ومساء، تنقل أساطيل الحافلات الخاصة والقطارات العامة المتهالكة العمال إلى المدينة، لأداء وظائفهم ذات الأجور المتدنية، مثل العمل في المنازل والمتاجر، وأفراد الأمن.

Reuters Africa✔@ReutersAfrica

South African township squalid and neglected despite 25 years of black rule https://buff.ly/2v0zKvc 

559

2:37 PM - Apr 12, 2019

927 people are talking about this

Twitter Ads info and privacy

لكن حتى هنا، هناك طبقة متوسطة متنامية تعمل في قطاع الأعمال أو تدير أعمالها الخاصة، وتُفتتح مشروعات تجارية جديدة. أحدها مطعم سريع يقدم أجنحة الدجاج، ومعكرونة الإسباغيتي بصلصة البولونيز، والبيرة، والشمبانيا من نوع Veuve Cliquot، وزجاجات ويسكي الشعير النادرة التي يبلغ سعر الواحدة منها 2300 راندا (أي ما يعادل 159 دولاراً أمريكياً)، يقدمها إلى العدد المتنامي من المهنيين الشباب ذوي الأجور الفائضة.

ولكن كثيراً من الشباب لم يعد بالإمكان نيل أصواتهم عبر استعادة تاريخ النضال ضد العنصرية

يقول زوكو مبوبو، مدير المطعم الثلاثينيُّ: «إننا نُظهر الجانب الأفضل لخايليتشا. التغييرات (التي تحدث) مذهلة. فقد أصبحت لدينا مراكز تسوق، ووسائل مواصلات، وسياحة، ومناطق خاصة. كما ترتفع أسعار المنازل بسرعة كبيرة وتزايدت السياحة بشكل كبير».

يقول مبوبو، الذي نشأ في البلدة، إنه سيصوت لحزب المؤتمر الوطني، «للحفاظ على التراث».

الأجيال الجديدة لم يعد يؤثر بها الجنين لمانديلا/REUTERS

غير أن مبوبو أحد الشباب النادرين، على نحوٍ متزايد، الذين سيشاركون في التصويت.

فيقول غوميد المحلل إن «هناك مجموعة كبيرة ليس لديها أدنى فكرة عن التاريخ… فلم يعد التضامن القديم ضد التمييز العنصري يخدعهم».

والبعض يهاجم مانديلا

والأسوأ من هذا أن كثيرين يرون أن مانديلا فشل في إحداث تغيير كبير عندما سنحت له الفرصة. ولهذا، فإن إشارة الحزب الدائمة إلى قديس جنوب إفريقيا العلماني سلاح ذو حدين.

يقول نكوتولا بولانا (32 عاماً)، الذي يسكن في مخيم عشوائي آخر على حواف بلدة خايليتشا: «قبل ذلك، كنت أرى مانديلا بطلاً، ولكن ليس بعد الآن».

لاحظ محللون وجود فجوة بين الأجيال داخل حزب المؤتمر الوطني أيضاً. فهناك جيل جديد من القادة الشباب الذين صنعتهم السياسة الإقليمية يصطدم مع جيل المحاربين القدامى المناهضين للفصل العنصري.

وبعضهم انشق عن الحزب بالفعل. فكان يوليوس ماليما (38 عاماً)، وهو زعيم حزب المحاربين من أجل الحرية الاقتصادية، من أقصى اليسار، والذي قد يربح من 10% إلى 12% من الأصوات، قياديّاً سابقاً لاتحاد شباب حزب المؤتمر الوطني.

فلم تعد هناك مرجعية، في حين أن المعارضة موصومة بعلاقتها بنظام الفصل العنصري

يقول رسول: «سَل أي مواطن جنوب إفريقي شهد فظائع الفصل العنصري عن حقيقة أنهم كانوا يملكون صنابير مياه في المنزل، ويستطيع أبناؤهم الذهاب إلى المدرسة، ويستطيع الأزواج والزوجات التلاقي، إنها آليات للعيش لم تكن موجودة… لم تكن فكرة التنكر من المبادئ مجدية بالنسبة إليهم. ولكن الآن أصبح لدينا قطاع عريض من الأشخاص الذين ليست لديهم مرجعية معيارية لمقارنة الأوضاع».

ولدى الحزب المعارض الرئيسي الثاني مشكلة مختلفة: كثير من الناس يتذكرون الماضي جيداً. فقد ناضل حزب التحالف الديمقراطي، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يربح من 10% إلى 20% من الأصوات، من أجل مقاومة الانطباع السائد المتمثل بأن الحزب يمثل مجتمع جنوب إفريقيا الأبيض الذي يشكل 12% من إجمالي الكثافة السكانية المقدرة بنحو 57 مليون نسمة.

يقول جوناثان موكيس رئيس حملة الحزب في كيب الغربية، حيث تزداد قوته الإقليمية: «نحن حزب يركز على المستقبل. أصبح الناخبون يفكرون في الماضي بصورة أقل، ويفكرون أكثر في المشكلات، وأكبرها مشكلة الوظائف».

والنتيجة أن جنوب إفريقيا هي الدولة الأقل مساواة في العالم

ومن بين أكبر التحديات طويلة المدى أمام حزب المؤتمر الوطني، توزيع الثروة والأراضي منذ انقضاء عهد الفصل العنصري. فوفقاً لإحصائيات حديثة صادرة عن البنك الدولي، تُعتبر جنوب إفريقيا الآن أقل دول العالم من حيث المساواة.

يطير المسافرون المتجهون إلى كيب تاون على ارتفاع منخفض فوق خايليتشا والمساكن العشوائية، ولكنهم يرون أيضاً حقول الكروم الجميلة على بُعد بضعة كيلومترات شرق البلدة، ويرون المنازل الرائعة ذات اللون الأبيض على الحواف الغابية لجبل تيبل من الناحية الغربية.

توصف البلاد بأنها الأقل مساواة في العالم/REUTERS

وإلى الجنوب، تقع مويزينبيرغ وهي قرية منتجعية على امتداد رملي خلاب، ويقول سكانها من المنتمين إلى الطبقة الوسطى، إنهم أيضاً يتعرضون للضغط بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات العامة. فتتذكر تمارا يانسن، التي تعمل في جمعية خيرية تدير برامج للشباب، أنها ركبت المواصلات من قريتها القريبة، لتشاهد خطاب مانديلا في عام 1990.

وتقول تمارا (47 عاماً): «عندما ارتَدْتُ المَدرسة الثانوية كنا نتهامس باسمه. ولم أظن يوماً أنني قد أراه. ثم صعد ليلقي خطابه، وكان هذا رائعاً. اعتدت أن أذهب إلى المَدرسة في قطار لذوي البشرة البيضاء فقط. وعندما أخبرتُ ابنتي ذات الأعوام التسعة بذلك، لم تستطع أن تفهم ما أقصده، وهذه هي أعظم هدية من الخطاب الذي ألقاه مانديلا في الشرفة».

وها هي البلاد تضع آمالها على الرئيس الذي كان مناضلاً وأصبح من أغنى رجال الأعمال

كان رامافوزا يقف إلى جوار مانديلا يوم ألقى خطابه في عام 1990، وكان حينها ناشطاً عماليّاً شابّاً أدى دوراً كبيراً في الكفاح ضد الفصل العنصري. وقد ساعدته كاريزمته وبراعته وذكاؤه، ليجري اختياره نائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني. أمضى رامافوزا بعض الوقت في الحبس الانفرادي تحت نظام الفصل العنصري، ثم هُمِّش بالحياة السياسية بعد تقاعد مانديلا في عام 1999.

لكنه عاد إلى الازدهار بعد انتكاس الأوضاع، وأسس إمبراطورية تجارية جعلته من أغنى أغنياء جنوب إفريقيا، ذلك قبل أن يعود إلى السياسة منذ سبع سنوات. ويواجه الزعيم (66 عاماً)، الذي وصفه مساعدون مقربون له الأسبوع الماضي، بأنه «لاعب شطرنج»، وبراغماتي أكثر من كونه  «مُنتهجاً للإقناع السياسي»، وهو ما يمكن القول إنه أكبر تحدٍّ له.

وفي خايليتشا، لدى مغكساجي الذي يتذكر رامافوزا من وقت أن كان مُنظماً في الاتحاد بالثمانينيات، رسالة لرفيقه القديم، فيقول: «هذه الدولة تحتاج قائداً يوحد الشعب، قائداً يكون فوق الجميع، لكنه سيوحد كل من في الدولة. هذا هو الشيء الوحيد المهم».