المهاجرين الأفارقة

فروا من جحيم إلى آخر.. هكذا استقبل الموت "المهاجرين" الأفارقة في عدن!

بديع سلطان- المشاهد نت


لم يستطع المهاجرون الأفارقة الذين تم تجميعهم من شوارع مدرستي المنصورة والشيخ عثمان، منع فرحتهم بإطلاق سراح المئات منهم، بعد احتجازهم طيلة أسبوعين في ملعب 22 مايو، بمديرية الشيخ عثمان بعدن (جنوبي اليمن).
لكن فرحة المطلق سراحهم، انتهت بوفاة 14 شخصاً منهم، بعد تعرض المئات منهم للإصابة بالإسهالات والكوليرا، الناتجة عن الأوضاع غير الصحية التي يعيشون فيها، في مواقع تجمعاتهم بمحافظة لحج (جنوبي اليمن)، فيما ظل البعض يعاني من الإصابة بالإسهالات المائية والكوليرا، وفق مصدر طبي بمستشفى ابن خلدون الحكومي بمدينة الحوطة عاصمة المحافظة، مؤكداً لـ”المشاهد” أن نحو 260 مهاجراً أفريقياً وصلوا إلى المستشفى في حالةٍ صحية متدهورة.
وأشارت تقارير المنظمات الإنسانية إلى معاناة الآلاف منهم، بعد تجميعهم في مواقع غير مهيأة أو مجهزة لاستقبال أعدادهم الكبيرة، فانعدام الحمامات يضطر المحتجزين لقضاء حاجتهم في أماكن جلوسهم، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، فضلاً عن عدم توفر وجبات كافية لهم، بسبب أعدادهم الهائلة.


وفاة مهاجرين


ونفذت إداراتا الأمن في محافظتي عدن ولحج، حملات تجميع للأفارقة المهاجرين من الشوارع الرئيسية والأماكن العامة، قبل أسبوعين، حيث تم تجميع الآلاف منهم، ووضعهم في أماكن غير مهيأة لاستقبالهم، لكن مصادر في إدارة البحث الجنائي بمحافظة عدن، نفت المعلومات التي تحدثت عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأفارقة المهاجرون في أماكن الاحتجاز، مضيفة أن مدراء مراكز الشرطة في تلك المناطق قاموا بواجبهم الإنساني، ووفروا لهم الغذاء من المطاعم، ويتم رفع الفواتير إلى إدارات الأمن العام.
ووصلت أعداد المهاجرين الأفارقة الذين تم تجميعهم من شوارع مديريات محافظة عدن، إلى 3064 شخصاً، بينما وصل عددهم في محافظة لحج إلى أكثر من 2000 مهاجر، توزعوا على معسكر اللواء الخامس بلحج، وملعب 22 مايو بعدن.
وقدمت منظمة الهجرة الدولية المساعدات والرعاية للمهاجرين الأفارقة، من خلال تزويدهم بالغذاء والماء والدواء، وعمل حمامات، وغيرها من احتياجات المهاجرين في ستاد 22 مايو، حتى تتم إعادتهم إلى بلدانهم بطريقة رسمية ومنتظمة، للحفاظ على سلامتهم، بحسب المصادر في إدارة البحث الجنائي التابعة لأمن عدن، والتي أكدت أن قيادات إدارة الأمن تحركت منذ اللحظة الأولى إلى المنظمات الدولية ومحافظ عدن ووزير الداخلية، وناقشوا معهم أوضاع المهاجرين، وتوفير الغذاء والماء والدواء لهم.

رحلة العودة


من بين تلك الأعداد الهائلة من المهاجرين الأفارقة، نساءٌ وأطفال، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، حصل “المشاهد” على نسخةٍ منه.
ولفت التقرير إلى وجود نحو 400 مهاجرة أفريقية في ملعب 22 مايو بعدن، بالإضافة إلى العشرات منهن يتواجدون في معسكر اللواء الخامس بمحافظة لحج، مؤكداً أن 4 مهاجرات أصبن بالكوليرا، واستقبلهن مستشفى ابن خلدون بلحج، وتم علاجهن وعودتهن إلى معسكر اللواء الخامس.
وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت، الاثنين الماضي، إجلاء 115 لاجئاً، بينهم 40 طفلاً، من ميناء عدن، إلى أوطانهم، بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ضمن برنامج العودة الطوعية، بعد أن تقطعت بهم السبل في اليمن.
ووفقاً لتغريدة على حسابها في “تويتر”، أكدت منظمة الهجرة الدولية على دعم 3360 مهاجراً للعودة الى بلدانهم، من اليمن، خلال العام 2018، بالإضافة لدعم 235 مهاجراً، الشهر الماضي، لبدء رحلة العودة من اليمن إلى إثيوبيا.
وعلى الرغم من أن منظمة الهجرة الدولية سارعت إلى تلبية احتياجات هؤلاء المهاجرين المحتجزين، إلا أن استجابتها لهؤلاء المهاجرين تسير بالتوازي مع برامج المنظمة الأخرى.