حتمت متغيرات السياسة الإقليمية والدولية أن تكون القيادة السعودية بحجم التحديات والتهديدات، بعيدا عن الانفعال، و«الفرقعات» الإعلامية، والتردد في اتخاذ القرارات.
ومصداق ذلك الدور الذكي والشجاع الذي يقوم به ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي وضعته أقدار البلاد والمنطقة أمام «شيطان» الهيمنة الإيراني، وأخطبوط المنطقة الذي يريد أن يبتلع السيادة العربية عبر أذرعته التي تخنق سورية واليمن والبحرين ومصر ولبنان والعراق.
وظهرت «احترافية» القيادة السعودية، ونجمها الأبرز الأمير محمد بن سلمان من خلال الإجراءات السعودية المدروسة والجريئة ضد الصلف والهمجية والاعتداءات الإيرانية، وقبل ذلك من خلال الدور السعودي الحاسم في عرقلة الانقلاب الإيراني على الشرعية في اليمن، عبر عميلي طهران الحوثي وعلي عبدالله صالح.
وفي غضون فترة وجيزة نجح الأمير محمد بن سلمان -بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف- في جمع صفوف التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب و«الأخطبوط» الإيراني الذي يتحكم به لزعزعة استقرار الدول العربية كافة.
و«الاحترافية» هي الصفة التي اختارت «رويترز» أن تطلقها على القيادة السعودية التي أبرزت للعالم بأسره خلال الأيام الماضية عظمة قيمة التضحية، وفداء الوطن بالمهج والأرواح، والإصرار على إصلاح دفاتر الميزانية مهما يكن الثمن، ورسم خريطة للتحول الاقتصادي تجعل المملكة في مأمن من تقلبات النفط والأزمات الاقتصادية العالمية، والتصدي للغطرسة الإيرانية صونا للأرض والعرض والسيادة وللأمة العربية والإسلامية.
إن محمد بن سلمان قيادة محنكة فارقت دروب التردد، والنظرة القصيرة المدى لبلوخ البلاد الغد المنشود.