تقرير: بي بي سي
ضجت مواقع التواصل الخليجية بإعلان الفيفا التخلي عن خططها زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم في قطر. تناول طرفا الأزمة الخليجية القرار بطرق مختلفة - فما الحقيقة؟
تسببت أخبار استضافة قطر لكأس العالم في مناقشات ساخنة بين دول الخليج منذ البداية - آخرها تراجع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن خطته لزيادة عدد المشاركين في البطولة.
فبعد إعلان رئيس الفيفا السنة الماضية نيته زيادة عدد المشاركين من 32 فريقاً إلى 48 أكد أمس تخليه عن الخطة بسبب "مشاكل لوجستية وسياسية".
وتضمن جزء من الخطة فتح باب استضافة بعض المباريات في الكويت وعمان، مما أدى إلى تحليلات وقراءات مختلفة للخبر من طرفي الأزمة الخليجية - جهة تقول إن الدولتين رفضتا المشاركة، وجهة تقول العكس.
قراءات مختلفة من طرفي الأزمة الخليجية
في قطر، سيطر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف المحلية حيث تم تناوله على أنه "انتصار" للبلاد وسبب للاحتفال بالبطولة القادمة.
وأعرب المغردون عن سرورهم وارتياحهم لاستبعاد الدول الخليجية الأخرى من تنظيم البطولة من جهة، واعتبارهم الاستضافة "نجاحًا" كبيرا للدولة في وجه الدول التي عارضت الأمر في إطار التوترات السياسية.
ولم يكن ارتياح قطر مفاجئا، إذ يعتبر القطريون الاستضافة "نقطة مسجلة" لهم في الأزمة الخليجية - لذلك لم يرغبوا بمشاركة مهام الاستضافة مع أي من الدول المقاطعة لها.
ومن جهتها، علت أصوات الدول المقاطعة لقطر - منها السعودية والإمارات - التي اعتبرت أن الكويت وعمان "رفضتا المشاركة" في البطولة بسبب علاقاتهما المضطربة مع قطر والأزمة القائمة بينهم.
وقرأ المغردون تراجع الفيفا على أنه نتيجة "إمكانيات قطر المحدودة" وعدم قدرتها على استضافة عدد أكبر من المنتخبات، مشيرين إلى أن زيادة عدد الفرق سيبدأ في البطولة القادمة عام 2026 التي تستضيفها أمريكا والمكسيك.
وفي محاولة لصرف الانتباه عن القصة، غرد السعوديون عن بطولة أخرى تنظمها المملكة باسم "كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين" واصفينها بأنها "أغلى وأكثر أهمية من كأس العالم".
ما الحقيقة؟
أكدت الفيفا في بيان رسمي أن زيادة عدد المشاركين يتطلب المزيد من الوقت لإجراء "تقييم مفصل للتأثير اللوجستي المحتمل على قطر" الذي لن يجهز قبل الموعد النهائي في شهر يونيو/حزيران.
وكان رئيس الفيفا جياني إينفانتينو قد دفع باتجاه التوسع بالرغم من ممانعة قطر، على أمل أن يساعد ذلك في علاج التوترات الدبلوماسية في المنطقة من خلال تنظيم بعض المباريات في دول خليجية مجاورة.
لكنه اضطر إلى اللإقرار بالهزيمة، فبعد دراسات حول استعداد وتوفر الشروط اللازمة للاستضافة، خلصت الفيفا إلى أن المضيفين المحتملين (الكويت وعمان) لا يفيان بجميع المتطلبات اللوجستية.
وأكدت قطر على "كامل جاهزيتها" من خلال افتتاح ثاني ملاعب المونديال وهو "استاد الجنوب"، الذي دشن في المباراة النهائية لكأس أمير قطر بين الدحيل والسد قبل أيام.
لماذا ترغب الفيفا بزيادة عدد المشاركين في كأس العالم؟
في يناير 2017، صوّت أعضاء الفيفا بالإجماع لصالح زيادة عدد المشاركين بكأس العالم إلى 48 فريقًا في مونديال 2026 - الذي سيقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
لكن في السنة القادمة، اقترح رئيس الفيفا إنفانتينو أن تدرس إمكانية إنجاز الزيادة في وقت أقرب - قبل مونديال 2022 في قطر.
وعلل إنفانتينو القرار بقوله: "نحن في القرن الحادي والعشرين وعلينا تشكيل كأس العالم يتناسب مع القرن الحادي والعشرين. هذا هو المستقبل. كرة القدم هي أكثر من أوروبا وأمريكا الجنوبية فقط.".