يعاني كثيرون من اضطرابات في النوم بعد انتهاء شهر رمضان، بسبب عدم القدرة على العودة للنظام الذي كان متبعا قبل الشهر الفضيل.
ويُعتبر النوم أحد حالات الاسترخاء التي تحدث عند الإنسان، إذ تقل خلال تلك الفترة الحركات الإرادية ويحدث خمول في وظائف الجسم من أجل تجديد النشاط.
#النوم_المتقطع
وقد تفاعل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بشكل كبير مع مشكلة النوم المتقطع بعد انتهاء شهر رمضان.
وأطلقوا هاشتاغ #النوم_المتقطع الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في عدد من الدول العربية حاصدا أكثر من 20 ألف تغريدة، تناول خلالها المغردون الأسباب التي تجعلهم يعانون من مشاكل في النوم في هذه الفترة.
وتحت هاشتاغ #النوم_المتقطع قال الدكتور أحمد المطيري: "نظام العيد عندنا جدا سيء كمجتمع، رز ولحم فطور عشاء غدا، دهون، قهوة على مدار اليوم، كافيين، بتيفور بقلاوة شوكولاتة حلويات بشكل عام ارتفاع سكر الدم، سهر لفترة طويل يهلك الأعضاء ويشتت الساعة البيولوجية".
وقال عوض الزبيدي: "سبب النوم المتقطع كثره شرب القهوة في العيد مما سبب الأرق الحل شرب كمية كبيرة من اللبن".
ومن جهة أخرى حاول آخرون مساعدة كل من يعاني من مشكلة النوم المتقطع بتزويدهم بإرشادات يمكن اتباعها للتخلص من المشكلة.
فقال الدكتور إبراهيم حمدي إن اضطراب الساعة البيولوجية دائما ما يحدث في السفر أو الإجازات ويؤثر على جودة النوم وينعكس سلبا على حياة الشخص العملية مع أعراض نفسية وجسدية. نصائح لضبط النوم: إرجاع النوم تدريجيا، عدم النوم بالنهار، تقليل المنبهات، الحرص على النوم ليلا بدون ضوء أو جوال، الرياضة بالنهار".
ومن جهته قال محمد حمود الغيداني: "الحمد لله عندي طريقة أطبقها وأرتاح كل ليلة عيد أحاول أنام لو ساعه بس، ونهار العيد كأني شبعان نوم لأن نوم الليل فيه بركة ولو كان قليل، واللي حاب يعدل نومه يقلل من نوم النهار عشان يجي الليل وهو مشتاق للنوم . قال تعالى (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا )".
#الغيبوبه_الجماعيه
ولم يكن هاشتاغ #النوم_المتقطع هو الوحيد الذي استخدمه المغردون للتعبير عن استيائهم من مشكلة اضطراب النوم.
فكان هاشتاغ #الغيبوبه_الجماعيه محور حديث مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي وبالأخص في الدول الخليجية حيث حصد الهاشتاغ أكثر من 28 ألف تغريدة، نشر من خلالها المستخدمون صورا لعدد من الأشخاص وهم نيام.
ونشر الكاتب السعودي إبراهيم المنيف مجموعة من الصور لأشخاص غلبهم النوم صبيحة يوم العيد، وأرفق الصور بتعليق قال فيه: "الآن الغيبوبة الجماعية للشعب، والمصيبة تصحى عصرية العيد وأنت قافلة معك دون سبب، وهي أصلاً أسوأ وقت لأن ما فيه شيء تسويه، المحلات مقفلة، الشوارع فاضية، الناس نايمة، برامج التلفزيون بايخة...".
رأي طبي
وفي حديث خاص لبي بي سي مع الدكتور محمد عبد الواحد رياض أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر واستشاري الطب النفسي في لندن قال: "رمضان في العالم العربي له طبع خاص، وبالأخص إذا جاء في أجواء مناخية حارة، مما يدفع الصائمين إلى تأجيل أعمالهم ونشاطاتهم إلى ما بعد الإفطار وحتى الفجر، مما يجعل نهارهم ليلا وليلهم نهارا".
وأضاف: "يبقى الصائم على هذا الحال لمدة شهر، ما يصعب عليه العودة إلى حياته الطبيعية بشكل سريع، وذلك بسبب الخلل المؤقت الذي أصاب الساعة البيولوجية لديه خلال شهر رمضان، مما يؤدي إلى عدم ثبات أجهزة في الجسم كالنوم، والتأثير على بعض الهورمونات، وعلى الهضم والنشاط واليقظة والتركيز".
وأكد الدكتور رياض أن عودة الصائم إلى حياته الطبيعية في رمضان تتفاوت بين شخص وآخر، فمنهم من يستغرق أسبوعا أو شهرا ومنهم من تستمر الفترة الانتقالية لديهم لأكثر من شهر.
وشدد أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد عبد الواحد رياض على عدم تغيير نمط الحياة بشكل مفاجئ في رمضان، قائلا: "على الصائم أن يجري نوعا من التوازن بين النشاط الليلي والنشاط النهاري، حتى لا يصل إلى هذه المرحلة بعد انتهاء شهر الصوم".
ووصف رياض هذه الأعراض بالمؤقتة، وأنها تذهب مع الوقت، وطالب بعدم الخوف أو القلق وبالعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا.
كما حث على عدم تناول الطعام في وقت متأخر من الليل مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم والهضم، والعمل على جدولة النشاطات اليومية بين الصباح والمساء.
وأكد الدكتور محمد على ضرورة مراجعة طبيب مختص في حال استمرت عوارض النوم المتقطع والأرق لأكثر من شهر.
سخرية
وبالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لم تغب السخرية عن المغردين العرب، فانتشرت مجموعة من الفيديوهات والصور التي توثق المعاناة التي وصل إليها المواطن العربي بعد شهر رمضان.