كرة القدم النسائية

كيف تختلف كرة القدم الرجالية عن النسائية.. إليك خمسة أشياء تتفوق فيها الكرة النسائية (صور)

أسهمت التغطية الإعلامية الواسعة لكأس العالم للسيدات في تحقيق أرقام مشاهدة استثنائية في مختلف البلدان، وفي مستويات حضور جماهيري غير مسبوقة في البرازيل وفرنسا والمملكة المتحدة.

على أن أعداد متابعي مباريات كأس العالم للرجال لا تزال أكبر: ويقول الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن 1.12 مليار شخص شاهدوا مباراة نهائي كأس العالم للرجال العام الماضي، فيما اقتصر عدد من شاهدوا مباراة نهائي كأس العالم للسيدات 2015 على نحو 60 مليون شخص، بحسب إحصاءات الفيفا.

لكن ثمة بعض المحاور التي تتغلب فيها الكرة النسائية على نظيرتها الرجالية.

 

1. القيمة مقابل السعر

مشجعات ألمانيات في كأس العالم فيفا 2014مصدر الصورةCARSTEN KOALL/GETTY IMAGES
Image captionرخيصة الثمن كرقائق البطاطس: بعض تذاكر مباريات كأس العالم للرجال كانت قيمتها تعادل عشرة أمثال قيمة نظيرتها النسائية

في كأس العالم للرجال الصيف الماضي، كان يتعين على من يرغب في حضور المبارايات من المشجعين أن يدفع مبالغ مالية طائلة؛ وتكلفت قيمة تذكرة حضور مباراة فرنسا وكرواتيا 1.044 دولار.

بينما يبلغ سعر أغلى تذكرة لحضور مباراة نهائي كأس العالم للسيدات، والتي ستقام في ليون في يوم السابع من يوليو/تموز القادم، نحو 95 دولارا، أي أقل بمقدار عشرة أمثال قيمة مباراة فرنسا وكرواتيا للرجال المشار إليها.

وفي مونديال كأس العالم للسيدات المقام حاليا في فرنسا، يمكن حضور المباراة مقابل عشرة دولارات.

مارتامصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionتسجل لاعبات كرة القدم أمثال مارتا البرازيلية أهدافا في المبارايات بمعدل يتجاوز ما يحرزه اللاعبون الرجال

2. أهداف أكثر

الإحصاءات تتحدث عن نفسها في هذا الصدد.

بداية، تتصدر مهاجمة البرازيل، مارتا، قائمة هدافي كأس العالم للنساء والرجال على الإطلاق، إذ أحرزت 17 هدفا في 19 مباراة.

وحتى الآن، شهد مونديال فرنسا للسيدات تسجيل أهداف بمعدل 2.69 هدف في المباراة - متجاوزات بذلك الرجال الذين لم يتخط معدل تهديفهم في مونديال العام الماضي 2.64 هدفا في المباراة، علما بأن مونديال الرجال ضم 12 مباراة وثماني فرق أكثر مقارنة بالسيدات.

وتظهر السيدات بشكل أبرز في كبريات المسابقات الاحترافية. وشهدت المواسم الثلاثة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات أهدافا بمعدل 3.05 هدفا في المباراة، مقارنة بـ 2.76 هدفا في المباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز للرجال.

3. التزام السيدات بالقواعد

ردة فعل لاعبات الكاميرون على قرار تقنية حكم الفيديو المساعدمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionرغم أن اعتراض لاعبات الكاميرون على قرار تقنية حكم الفيديو المساعد لا تزال ماثلة في أذهاننا، فإن النساء في العموم أفضل سلوكيا في الملعب من الرجال

لا نقول إن النساء ملائكة في الملعب (في الحقيقة، وُصفت لاعبات الكاميرون بعكس ذلك في مباراتهن أمام انجلترا يوم الأحد في فرنسا عندما هددن بمغادرة الملعب إثر رفضهن قرار تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار").

لكن اللاعبات أقل كسرا للقواعد مقارنة باللاعبين الذكور.

وفي آخر مونديال سيدات في 2015، بلغ إجمالي عدد البطاقات الصفراء المحتسبة 115، بمعدل 2.21 في المباراة.

وفي مونديال روسيا 2018 للرجال، حصد اللاعبون 219 بطاقة صفراء، بمعدل 3.42 في المباراة.

تقول جاني فرامبتون، التي أدارت تحكيم مباريات دولية رجالية ونسائية في تاريخها التحكيمي الممتد لـ 30 عاما، إن "خصلة الخداع" التي يعبر عنها العديد من أبرز اللاعبين الذكور تعود في جزء كبير منها إلى ما يُغدَق عليهم من "أموال طائلة وإلى ما يصيبهم من الغرور".

على أن إحصاءات الاتحاد الانجليزي لكرة القدم تشير إلى أن عدد البطاقات الصفراء المحتسبة في مباريات السيدات تشهد ارتفاعا مؤخرا. 

جاني فرامبتون في طاقم تحكيم نسائي بالكامل في مباراة للرجال عام 1999مصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionجاني فرامبتون (يسار) أدارت تحكيم مباريات للرجال والنساء على مدى 30 عاما أمضتها في عالم التحكيم

وارتفع عدد البطاقات الصفراء من معدل 1.3 في المباراة في موسم 2016-17 إلى 1.5 في المباراة في العام التالي ثم إلى 1.6 في الموسم الأخير - أما في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد تجاوز المعدل ثلاث بطاقات صفراء في المباراة في المواسم القليلة الأخيرة.

وتعتقد فرامبتون أنه لا مفر من ارتفاع معدل المخالفات مع زيادة شعبية كرة القدم النسائية.

تقول فرامبتون: "تشهد اللعبة النسائية مزيدا من الاحترافية، وترتفع تبعا لذلك المهارات وكذلك درجة التصميم والتحدي".

وتضيف فرامبتون: "كرة القدم النسائية باتت أكثر أهمية، وهذا بدوره يدفع صوب مزيد من التنافسية التي تقود إلى مستويات مرتفعة من التحدي وبالتالي مزيد من البطاقات الصفراء".

4. منافسة عالمية

كابتن البرازيل كافو عام 2002 وكابتن فريق الولايات المتحدة لويد عام 2015مصدر الصورةAFP/GETTY IMAGES
Image captionأحرزت البرازيل كأس العالم للرجال خمس مرات بينما أحرز فريق سيدات الولايات المتحدة ثلاث بطولات

ينحدر الفائزون بكأس العالم للرجال من ثماني دول من قارتين هما أوروبا وأمريكا الجنوبية.

وفي أربعة مونديالات للسيدات، حملت اللقب أربعة فرق من ثلاث قارات هي أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.

ومع تزايد عدد الفرق الطامحة للفوز باللقب تزداد بالتبعية الإثارة التي تكتنف اللعبة النسائية.

5 - مجتمع المثليين والمتحولين جنسيا والدعم

ميغان رابينوي تجثو على ركبتهامصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionميغان رابينوي (جاثية على ركبتها)، إحدى نجمات فريق سيدات الولايات المتحدة، وهي مثلية معلنة ذلك

ليس هناك تقريبا مِثلي جنسي واحد معلَن بين لاعبي كرة القدم الرجال الحاليين في أي من الدوريات والفرق الأساسية.

وفي عام 1990، كان جاستن فاشانو، لاعب منتخب انجلترا الدولي تحت 21 عاما، أول لاعب كرة قدم محترف في بريطانيا يعلن مثليته.

وكان لاعب وسط فريق أستون فيلا الإنجليزي السابق ومنتخب ألمانيا، توماس هيتسلبيرغر، أعلن عقب تقاعده في 2014 عن مثليته الجنسية قائلا إن ثمة "شوطا طويلا يتعين قطعه ريثما يستطيع اللاعبون الإعلان عن هويتهم الجنسية بينما لا يزالون يلعبون في صفوف إحدى الدوريات الكبرى".

وهذه هي المهاجمة ميغان رابينوي، إحدى نجمات الفريق الأمريكي لكرة القدم النسائية حامل اللقب العالمي ثلاث مرات، قد أعلنت مثليتها بل وظهرت عارية في صورة مع صديقتها لاعبة كرة السلة سو بيرد، على غلاف إحدى مجلات الرياضة الأمريكية.خ