أثار مقطع مصور من إعلان تجاري لشركة مصرية يظهر اعتذار ستة من لاعبي المنتخب المصري عن الخروج المبكر من بطولة الأمم الأفريقية، جدلا وسخطا بين كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
وقد خرج منتخب مصر، الذي تقام البطولة على أرضه، وصاحب لقب أكثر المنتخبات الأفريقية فوزا بالبطولة، من دور الستة عشر، بعد هزيمته أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدف دون مقابل يوم السبت الماضي.
ورغم أن شركة "بيبسيكو مصر" تبرأت من الإعلان، وقالت إنه يعد نسخة غير رسمية "تم تحريفها وتسريبها"، فإن كثيرين يرون أن الطريقة التي ظهر بها اللاعبون من خلال هذا الإعلان التجاري تثير تساؤلات وغضبا واضحا.
وقالت الشركة في بيان لها: "جاري التحقيق مع الأطراف المعنية، للوصول إلى أسباب تداول هذه النسخة المحرفة على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضافت الشركة أنها شكلت لجنة من المسؤولين، والمختصين بالشؤون القانونية للتحقيق فيما حدث، "لمعرفة كيف تم نشر هذه النسخة غير الرسمية من الإعلان، وتحريف رسالتها الأساسية الإيجابية، التي كانت (الكورة لسه في ملعبنا) كدعم للاعبي المنتخب، وتحفيز الجماهير المصرية في حالة الأداء غير الموفق، في الأدوار الأولى فقط من البطولة".
وانتقد الفنان المصري نبيل الحلفاوي ذلك الإعلان عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، وقال إن مسألة الاعتذار عن تقصير أو هزيمة هي مسألة شخصية لا يصح فيها تمثيل وإخراج.
وكان الإعلان الأول الذي بث في بداية البطولة وأثناء مباريات الدور الأول للمنتخب المصري، ويضم نفس اللاعبين الستة، يؤكد على أهمية تشجيع الجماهير ودعمها للمنتخب المصري، وكانوا يظهرون فيه بروح حماسية تنم عن عزم وإصرار، وقد كُتب فوق فيديو ذلك الإعلان عبارة "الكرة لسة (لا تزال) في ملعبنا".
وقالت شركة بيبسيكو مصر إنه "عندما تحقق الفوز لمنتخبنا والصعود كأول مجموعة، تقرر عدم نشر النسخة الرسمية، إلا أنه عقب الخروج من دور الـ 16 فوجئنا بتداول الإعلان، بعد تحريف رسالته الأساسية إلى (الاعتذار واجب)".
وأضافت أنه "منذ تداول النسخة غير الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت الشركة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، لحذف هذه النسخة عن طريق التواصل مع المواقع التي تداولتها".
كما انتقد الممثل المصري محمود البزاوي على حسابه الرسمي على موقع تويتر الإعلان، وقال إن "الكارثة" في إعلان الاعتذار تتمثل في أن "الخروج من البطولة مدفوع الأجر".
وأكدت شركة بيبسيكو مصر في بيانها على "حرصها الدائم، على الشفافية في توضيح الحقائق، وأنها لن تتهاون في معاقبة كل المسؤولين عن هذه الواقعة".
ولم تقدم مصر أداء مقنعا في البطولة، رغم تصدرها لمجموعتها والفوز في المباريات الثلاث الأولى، وعدم استقبالها أي هدف في دور المجموعات، لكنها ودعت المسابقة في أول مباراة بالأدوار الإقصائية.
وكتب المستخدم مصطفى الوكيل على حسابه على موقع فيسبوك يقول: "هي ناقصه فضايح؟ حتي الاعتذار تعملوه اعلان، واعلان تافه كده.. ومدفوع الأجر لكم كمان".
وعقب الخروج من البطولة مباشرة، أعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة، استقالته هو وجميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد.
كما أقيل مدرب المنتخب المصري خافير أجيري، الذي تشير تقارير إلى أنه كان الأعلى أجرا بين جميع مدربي منتخبات البطولة، من منصبه بعد دقائق من خسارة مصر أمام جنوب أفريقيا.
وبعد أيام قليلة، أمر النائب العام المصري بإحالة بلاغات، تقدم بها محامون ضد أعضاء سابقين باتحاد كرة القدم، إلى نيابة الأموال العامة.
واتهم مقدمو البلاغات مسؤولي الاتحاد بإهدار المال العام، وارتكاب مخالفات إدارية جسيمة، والإهمال والتقصير والتربح.