بينما كانت الجزائر تلعب أمام ساحل العاج في دور الثمانية لكأس الأمم الإفريقية 2019 كان الجمهور الذي يتابع المباراة بمقهى بإحدى قرى العاصمة المصرية القاهرة يتفاعل بكل قوة وحماس مع المباراة ويشجع المنتخب الجزائري وكأن منتخب مصر هو من يلعب.
وسرعان ما تعالت الصيحات وعم الشعور بالسعادة بين الجمهور المصري في هذا المقهى فور نهاية المباراة وفوز المنتخب الجزائري على ساحل العاج بركلات الترجيح والتأهل للدور قبل النهائي للبطولة.
لكن قبل تسعة أعوام من الآن، وبالتحديد خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، شهدت العلاقات بين الجزائر ومصر توترا كبيرا، بعدما تعرضت حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة لاعتداء من الجمهور، وما حدث في أعقاب المباراة الفاصلة التي أقيمت في أم درمان بالسودان، والتي فاز فيها المنتخب الجزائري بهدف دون رد وتأهل إلى نهائيات كأس العالم على حساب الفراعنة.
يقول أحمد مكاوي، مشجع مصري يعمل في شركة للتأمين: "أنا أشجع الجزائر من كل قلبي في هذه البطولة، وأرى أن الأزمة التي حدثت في السابق كانت سياسية في المقام الأول، وكان بعض السياسيين والإعلاميين يرغبون في إشعال الأزمة لتمرير شيء ما. لكننا بمرور الوقت اكتشفنا أن ما حدث كان مُفتعلا، سواء من السياسيين في مصر أو الجزائر، ولا يجب أن تتسبب مثل هذه الأمور في إفساد العلاقة الودية بين الشعوب العربية".
وأضاف لبي بي سي: "وعلاوة على ذلك، الشعب المصري يعشق كرة القدم ويرى أن الجزائر تلعب كرة قدم جميلة في الوقت الحالي، وبالتالي فالمنتخب الجزائري يستحق المؤازرة والتشجيع".
وتصدر المنتخب الجزائري مجموعته بتسع نقاط من ثلاثة انتصارات، وقدم أداء نال استحسان الجميع، قبل أن يحقق الفوز على غينيا في دور الستة عشر، وساحل العاج في دور الثمانية، وسوف يواجه نيجيريا في الدور قبل النهائي.
وحصلت الجزائر على لقب البطولة مرة واحدة في النسخة التي استضافتها على أرضها عام 1990، وتعد أحد أقوى المرشحين للحصول على لقب البطولة الحالية.
ويقول مصطفى الجمل، مشجع مصري ويعمل في أحد المصارف: "أنا بالطبع أشجع منتخب الجزائر. ويمكن أن نعيد ذلك لعدة أسباب، أولا لأن المنتخب الجزائري يقدم بالفعل كرة قدم جميلة وممتعة ويعد أفضل فريق في البطولة، وبالتالي فرض على الجميع احترامه. ثانيا: أظهر لاعبو المنتخب الجزائري التزاما كبيرا وحبا لمنتخب بلادهم، بالشكل الذي لم يره المصريون في منتخب بلادهم في هذه البطولة، وبالتالي وجدوا في المنتخب الجزائري أفضل فريق يمكن تشجيعه بعد خروج مصر من المسابقة".
وأضاف لبي بي سي: "نحن شعب متسامح وينسى سريعا، خاصة وأن البطولة تقام في بلادنا ومنتخب الجزائر هو ضيفنا، وبالتالي يتعين علينا أن نتعامل معه بكل حب واحترام، وربما لم نكن لنشجع الجزائر بهذه الصورة لو كانت البطولة تقام في بلد آخر".
وأعرب حكيم عثماني، مواطن جزائري، عن سعادته بتشجيع الجمهور المصري للمنتخب الجزائري، قائلا: "نحن في الجزائر سعداء للغاية لأن الجمهور المصري يشجع منتخب الجزائر. مهما يحدث، فنحن أمة واحدة، ولو كانت البطولة تقام في الجزائر كنا سنشجع منتخب مصر، وهذا هو الطبيعي وليس الاستثناء".
وأضاف عثماني لبي بي سي: "أصدقائي من الجزائر سافروا إلى مصر ولم يتمكنوا من دخول الملعب وشاهدوا المباراة في أحد المقاهي، وأخبروني بأن جميع المصريين يشجعون الجزائر، وأنهم سعداء للغاية بذلك".