إفريقيا2019

هدفان عكسيان في نصف النهائي.. 4 لاعبين خانوا منتخباتهم على طريقة اسكوبار دون أن يلقوا نفس نهايته (فيديو)

من بين أبرز مشاهد بطولة كأس الأمم الإفريقية (كان 2019) التي تختتم الجمعة المقبل بلقاء الجزائر والسنغال، هي الأهداف العكسية التي سجلت رقماً قياسياً في البطولة الحالية برصيد 4 أهداف دفعة واحدة، منها هدفان في مباراتي نصف النهائي ساهما بشكل كبير في تحديد طرفي النهائي.

على طريقة المدافع الكولومبي الراحل بابلو اسكوبار الذي سجل هدفاً عكسياً في مرمى منتخب بلاده في المباراة التي جمعته مع المنتخب الأمريكي في الدور الأول لمونديال 1994، سار 4 لاعبين في البطولة الحالية منهم لاعبان تونسيان هما رامي البديوي وديلان برون، بالإضافة إلى لاعب ناميبي هو إيتامونوا كيمويني ورابع نيجيري هو ويليام تروست-إيكونغ.

اسكوبار الذي اتهمه المشجعون الكولومبيون بالخيانة وأطلق عليه أحدهم النار في حانة في العاصمة الكولومبية بوغوتا بعد خروج المنتخب من الدور الأول لمونديال 1994 خالي الوفاض وعودته لبلاده، دفع وحده ثمن تعصب المشجعين، وقدم النموذج المخيف الذي كان بمثابة جرس إنذار للجميع حتى لا تتكرر مأساة المدافع الشاب.

وكان المنتخب الكولومبي قد دخل ذلك المونديال مرشحاً بارزاً للفوز بلقبه بترشيح من أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، وتبارى المشجعون في الرهان على ذلك، لكن نتائج الكولومبيين المخيبة في الدور الأول وخروجهم المبكر تسبب في خسائر فادحة لعشرات الآلاف من المراهنين الذين لم يجدوا متنفساً لغضبهم سوى اسكوبار.

من حسن الحظ فإن الأقدار تلطفت بكل من سجلوا أهدافاً عكسية في مرمى فرقهم بعد ذلك، بعدما آمن المشجعون بأن ذلك جزء من كرة القدم مثل الفوز والهزيمة وأخطاء التحكيم وأخطاء المدافعين التي تتسبب في ركلات الجزاء، وما إلى ذلك.

البطولة الإفريقية الحالية شهدت تسجيل 4 أهداف عكسية، بواقع هدف في دور المجموعات، وآخر في ثمن النهائي، بينما جاء اثنان في مباراتي نصف النهائي، ويمتلك منتخب تونس النصيب الأكبر منها، بواقع هدفين اهتزت بهما شباك حارسه معز حسن.

وكان أول ضحايا مسلسل الأخطاء الذاتية القاتلة منتخب ناميبيا الذي سجل ظهوره الثالث في الحدث الكروي الأكبر داخل قارة المواهب، في مباراة المغرب، حيث كانت تشير عقارب الساعة إلى الدقيقة 89 والجميع يستعد للحديث حول أولى المفاجآت المدوية في البطولة.

إلا أن لاعب الوسط إيتامونوا كيمويني كان له رأي آخر عندما حول عرضية النجم الشاب حكيم زياش في شباك حارسه لويد كازابوا، ليمنح «أسود أطلس» 3 نقاط ثمينة للغاية.

ثاني ضحايا الأخطاء الدفاعية والأهداف الذاتية كانت منتخب تونس الذي كاد أن يدفع ثمن هذه الأخطاء غاليا في مباراة ثمن النهائي أمام غانا، حيث كانت كتيبة المدرب الفرنسي آلان جيريس متقدمة في النتيجة منذ الدقيقة 73 بقدم طه ياسين الخنيسي.

وبينما كان يستعد الحكم لإطلاق صافرة النهاية والإعلان عن تحليق «نسور قرطاج» نحو دور الثمانية، أعاد المدافع رامي بدوي «النجوم السوداء» للقاء من جديد بهدف ذاتي في الدقيقة الأخيرة، لتمتد المباراة حتى ركلات الترجيح التي انصفت المنتخب العربي، ومنحته بطاقة ربع النهائي.

وفي مباراة نصف النهائي أمام المنتخب السنغالي، دفع منتخب تونس هذه المرة الثمن باهظاً نتيجة الأخطاء الدفاعية القاتلة وغياب التركيز عن بعض اللاعبين في الأوقات الحاسمة.

وبعد شوطين سلبيين فشل فيهما المنتخبان في الوصول للشباك حتى مع وجود ركلتي جزاء لكليهما، تألق حارس المرمى، السنغالي ألفريد جوميس، والتونسي المعز حسن في التصدي لهما، طلت الأهداف الذاتية مجدداً بوجهها السيئ.

ففي الدقيقة 101 نفذ «أسود التيرانغا» مخالفة من اليمين، ليخطئ الحارس المعز حسن في الخروج لتشتيت الكرة وتمر منه لتصطدم بجسد المدافع ديلان برون وتتهادى داخل الشباك، ليحترق «نسور قرطاج» هذه المرة بالنيران الصديقة.

منتخب الجزائر أيضاً كان من المستفيدين من الأهداف الذاتية، وكان ذلك في مباراة المربع الذهبي الأخرى أمام نيجيريا، التي حسمها «محاربو الصحراء» (2-1) ليحجزوا بطاقة النهائي لأول مرة منذ 29 عاماً.

وكانت البداية من عند أقدام النجم والقائد رياض محرز الذي تخطى بمهارته الدفاع ناحية اليمين ثم أرسل كرة عرضية مرت من الجميع، لتصطدم في جسد المدافع ويليام تروست-إيكونج وتتحول داخل الشباك.

وبالنظر للدور البارز الذي لعبته الأهداف الذاتية، سواء في تحديد هوية متأهل للدور التالي، أو لمنح فريق النقاط الثلاث على حساب الآخر، هل يكون لها نفس الدور في تحديد واجهة «الأميرة السمراء» نحو أحد طرفي النهائي الذي سيحتضنه ملعب (القاهرة الدولي) مساء الجمعة المقبل؟