شهد ملعب كربلاء الدولي، مؤخرا حفلا ساحرا في افتتاحيته لبطولة غرب آسيا بنسختها التاسعة، ليثير الجدل ما بين المبتهج بعكس الصورة الديمقراطية السعيدة للعراق، والمعترض على وصلات الرقص والموسيقى التي نفذتها فتيات دون حجاب وهو ما يعارض "قانون قدسية كربلاء" الذي يحرم سفور النساء في المدينة.
تمايلت فتاة مثل طائر فلامنكو، ترتدي ثوبا لؤلؤيا ناصعا، تحت مجسم مصغر لنصب الحرية العائد للفنان العراقي الراحل، جواد سليم، على أنغام عزف فلكوري من القيارة والقانون، وسط يافطات مرفرفة من العلم العراقي الذي زين وجنات الجمهور.
ولحقت بالراقصة ذات الرداء الأبيض، فتاة راقصة أخرى بزي أحمر مع وجنتين ملونتين، وشاب ملتحي يرتدي اللون الثالث من العلم وهو الأسود، مشكلين تجمعا برقصهم، والذين سرعان ما أنظمت لهم عازفة على الكمان وهو تعزف موسيقى النشيد الوطني للعراق ..موطني..موطني.
وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع عازفة النشيد على الكمان، والتي نزلت إلى الملعب بقميص دون كمين وليس دون حجاب فقط، مع بنطلون ذو كمر عال ٍ من الكتان الأسود الأنيق، مع حذاء رياضي، لتضفي إطلالتها بشعرها الحريري المنسدل على كتفيها، فخامة أخاذة للحفل.
ولم تقتصر المشاركة النسوية على حفل افتتاح بطولة غرب أسيا لكرة القدم للرجال بنسختها التاسعة، لنرى بين الجمهور الكثير من العائلات التي حضرت مع الزوجات والبنات، للمشاهدة وتشجيع المنتخب العراقي الذي حقق فورا على نظيره اللبناني بهدف نظيف.
واعتمدت زينة الحفل الذي حقق نجاحا باهرا في العراق، على مجسمات من المعالم التاريخية والأثرية للبلاد منها ملوية سامراء أحد الأثار القديمة العائد للعصر العباسي، بالإضافة إلى مجسم نصب الحرية من تنفيذ النحات العراقي الشهير، الراحل جواد سليم، مع بالونات من ألوان علم البلاد، والتي حلقت عاليا في سماء الملعب والمحافظة.
وتلقى العرض إضافة إلى الإشادات والسعادة التي عمت الجمهور، والكثير من المواطنين في باقي المحافظات، الذين تابعوا حدث الافتتاح عبر شاشة القناة شبه الرسمية في العراق، اعتراضا وسخطا بسبب الفتيات الراقصات والعازفات وحتى المذيعة كونهن لم يرتدين الحجاب الذي تفرضه المحافظة بما يتماشى مع طابعها الديني المقدس.
وتابعت "سبوتنيك" حفل افتتاح بطولة غرب آسيا في ملعب كربلاء الدولي، عبر القناة شبه الرسمية، والصور، والتسجيلات المصورة التي بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لازالت تتناقل، وتتحدث بالحدث حتى اليوم.
Video Player
وكان المجلس المحلي لمحافظة كربلاء، قد شرع في عام 2012، قانونا أطلق عليه "قانون قدسية كربلاء" يجرم أي أجواء احتفالية، أو تنقل للنساء بملابس غير العباءة والحجاب، في المدينة من باب الحفاظ على قدسيتها الدينية.
وكان من المقرر أن يدخل قانون قدسية كربلاء، الخدمة في عام 2017، لكنه لم يفعل حتى منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، والذي أثار موجة غضب واستياء للكثير من العراقيين في البلاد، عامة، والمحافظة خاصة.