أرشيفية

طائرة روسية وصلت مصر دون أن تشتريها من موسكو.. قصة الطرف الثالث صاحب الصفقة

«كيف وصلت هذه الطائرات لمصر»، كان هذا التساؤل الذي طرحه هواة الطيران بعدما شاهدوا نسختين من طائرات إليوشن 76 الروسية، عليها شعار القوات الجوية المصرية.

إذ إن مصر لم تشترِ هذه الطائرات من روسيا.

كيف وصلت طائرات إليوشن 76 إلى مصر؟

أوضحت الحكومة الروسية كيف وصلت هذه الطائرات لمصر.

إذ قالت إنها سمحت للسلطات الأردنية بتسليم مصر طائرتي نقل عسكريتين من طراز إليوشن 76 (إيل-76)، اشترتهما المملكة من روسيا في وقت سابق.

وقالت شركة «روس أوبورون إكسبورت» الروسية، الحكومة المعنية بتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى خارج روسيا، في بيان أصدرته، الأربعاء 31 يوليو/تموز، إنَّها «تؤكد أنه تم بالتوافق مع قرار للاتحاد الروسي، السماح للأردن بتسليم طائرتين من نوع إيل-76 إم إف اشتراهما سابقاً، لجمهورية مصر العربية».

 

وأضافت الشركة: «هذا المثال لإعادة التصدير لا يدل على مرونة الجانب الروسي في حلِّ القضايا الحيوية بالنسبة للشركاء بشأن تجهيز قواتهم المسلحة الوطنية وحسب، وإنما أيضاً على أنَّ طائرات النقل العسكرية أظهرت للعالم أنَّها آليات موثوق بها وبسيطة في الاستخدام».

وسبق أن نشرت بعض وسائل الإعلام العربية المختصة في المجال العسكري صوراً لطائرتين من طراز «إيل-76 إم إف»، تحملان علامات الهوية للقوات الجوية المصرية، علماً أن موسكو لم تزوّد القاهرة بهذه الآليات.

ولم تكشف التقارير أو الشركة الروسية شروطَ الصفقة التي تم إبرامها بين مصر والأردن حول هاتين الطائرتين.

طائرات المهام الصعبة

وطائرات إليوشن 76 هي طائرة ركاب ونقل استراتيجية متعددة الأغراض، تعمل بأربعة محركات، صُمِّمت في عهد الاتحاد السوفيتي السابق.

ولقد تم تصميمها لتوصيل الآلات الثقيلة إلى المناطق النائية ذات الخدمات السيئة، وتم استخدام الإصدارات العسكرية من طراز Il-76 على نطاق واسع في أوروبا وآسيا وإفريقيا، بما في ذلك استخدامها كناقل جويّ للتزوّد بالوقود أو مركز قيادة.

طائرة إليوشن 76 من الداخل/wikimedia

وعملت الطائرة Il-76 كطائرة خدمة شاملة، كشحن تجاري للبضائع المنقولة، خاصة بالنسبة للسلع الضخمة أو الثقيلة التي لا يمكن نقلها بطريقة أخرى.

كما تم استخدامها كوسيلة للاستجابة لحالات الطوارئ لإجلاء المدنيين، وكذلك للمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث في جميع أنحاء العالم.

والنسخة المصرية ببدن مستطال

نظراً لقدرة طائرات إليوشن 76 على العمل من مدارج غير معبَّدة، فقد كانت مفيدة في المناطق النائية ذات الخدمات الضعيفة، كما تم إنتاج نماذج متخصِّصة لمكافحة الحرائق الجوية.

وذكر موقع روسيا اليوم، أنَّ «القوات المصرية حصلت على هذه الطائرة ببدنها المستطال، وهي مختلفة عن النسخة السابقة، ليصل طولها إلى 53.1 متر بدلا من 46.5 متر، بالإضافة للمحركات الجديدة PS-90A-76 التي توفر قوة دفع أفضل، واستهلاكاً أقل للوقود، مع بصمة صوتية أقل ضوضائية من النسخة السابقة  D-30KP II». 

ولا يُعرف ما إذا كان الجيش المصري يسعى لاستخدامها في سيناء، في حربه المستمرة مع تنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات، أم لا، وهي الحرب التي يستغلّ فيها التنظيم وعورة الجغرافيا واتساع جبهة القتال لصالحه.

ومصر كانت تقليدياً سوقاً رئيسياً للسلاح السوفيتي، بل يمكن اعتبارها أول سوق للسلاح السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط، منذ صفقة الأسلحة التشيكية الشهيرة، التي أبرمها الرئيس جمال عبدالناصر مع تشيكوسلوفاكيا، عبر اتفاق مع السوفيت عام 1955، والتي يمكن اعتبارها بداية لدخول السوفيت للمنطقة.

ورغم تحوّلها بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلاح الغربي، أبقت مصر على جزء كبير من عتادها العسكري، وحافظت على صلات مع روسيا وأوكرانيا وعدد من دول أوروبا الشرقية لصيانته.

وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، توجَّه للروس لإتمام عدة صفقات تسليحية كبيرة، مثل طائرات ميج 35، وحاملتي المروحيات جمال عبدالناصر وأنور السادات.