هذه خطوات السعودية لمواجهة التسول.. تعرّف عليها

سنتان و30 ألف ريال سعودي هي عقوبة كل من استخدم طفلاً أو امرأة أو شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة لممارسة التسوّل في السعودية، ويأتي ذلك ضمن نظام مكافحة التسول، المزمع تطبيقه خلال الأيام المقبلة.

 

بينما نصّت إحدى مواد النظام على أنه لا يجوز في كل الأحوال بقاء المقبوض عليه، للمرة الأولى، في الدار أكثر من 5 أيام من تاريخ القبض عليه، فيما فندت مادة أخرى العقوبات بحق المتسولين، وتشتمل على أن يعاقب كل من عاد لارتكاب جريمة التسول بالإيقاف للمتسول السعودي البالغ في الدار مدة لا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة لا تزيد على 10 آلاف ريال أو بهما معاً في حال القبض عليه للمرة الثانية.

 

وسيتم إيقاف المتسول السعودي البالغ في الدار مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تزيد على 20 ألف ريال أو بهما معاً في حال القبض عليه للمرة الثالثة، أو سجن المتسول السعودي البالغ مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على ثلاثين ألف ريال أو بهما معاً في حال القبض عليه للمرة الرابعة.

 

وفي حال تكرار جريمة التسول فتضاعف العقوبة المنصوص عليها بعدد مرات التسول، وتصل إلى مصادرة الأموال المتحصّلة من التسول لصالح الجمعيات الخيرية.

 

واشتمل النظام الجديد على 15 مادة عرّفت المتسول، بأنه من يعرض سلعاً لا تصلح بذاتها مورداً حقيقياً للعيش، أو القيام بألعاب أو أعمال استعراضية أو اصطناع العجز أو المرض أو العاهة أو الفاقة أو استخدام النساء أو أي وسيلة أخرى بقصد التسول.

 

وتضمنت المادتان الخامسة والسادسة، الدعوة لتشكيل لجان لمكافحة التسول في إمارات المناطق، تختص بتتبع المتسولين والقبض عليهم، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتعزيز جهود مكافحة التسول، مع دراسة أحوال المتسولين من السعوديين الذين يتم ضبطهم والإجراءات التي اتخذت بحقهم، وتعد سجلاً خاصاً يتضمن بياناتهم والتعرف على خصائصهم واحتياجاتهم وتقديم البرامج التأهيلية والتدريبية والعلاجية لهم.


دخل المتسوّل أكثر من 5 آلاف ريال سعودي!
إلى ذلك، أكد منصور مجلي، مدير جمعية باب الخير الخيرية، المهتمة بمساعدة المتسولين بتأمين سبل عيش كريمة لـ "هافينغتون بوست عربي" أن ظاهرة التسول هي نتاج الحالة الفوضوية في عدم وضوح الرؤى في التعاطي مع المتسولين".


وأضاف "هناك مشكلة أخرى تمثلت في أن الكثير من المتسولين مقتنعون بأن التسول يعد مهنة ذات ربح وفير، حيث يفضل أكثر ٤٠% من المتسولين في الاستمرار في هذه المهنة وعدم البحث عن سبل عيش أخرى، حيث يتجاوز الدخل المادي للمتسول أكثر من 5 آلاف ريال".

 

ومن جانب آخر، قال عبد الله الميمني، الأخصائي الاجتماعي لـ "هافينغتون بوست عربي" ظاهرة التسول في السعودية شهدت زيادة مستمرة خلال السنوات الماضية، بسبب تزايد المتسللين القادمين من خلف الحدود، إلى بقاء بعض المقيمين في السعودية بعد أداء الحج والعمرة".

 

وأضاف الميمني "لا يمكن إلقاء اللوم على وزارة الشؤون الاجتماعية التي ينحصر دورها فقط في معالجة أوضاع المتسول السعودي، أما بالنسبة للأجانب يتم ترحيلهم لخارج المملكة عن طريق الجهات الأمنية، ويأتي ذلك في ظل الدور السلبي الذي تلعبه الجمعيات الخيرية في عدم الاهتمام بتلك الشريحة في توفير المساعدات لهم".


عدم تصديق المتسولين!
وعند الحديث عن النظرة الشرعية لظاهرة التسول، فقد أوصى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام السعودية، على عدم التصدق على المتسولين عند الإشارات والمنازل وفي الشوارع، لما في ذلك من عرقلة لجهود الجهات المختصة في مكافحة التسول.


وأشار إلى أنَّه لا صدقة في طالبي المال من المتسولين عند الإشارات والمنازل والشوارع، وإنَّ إعطاءهم المال بهدف التصدق غير صحيح، بل فيه عرقلة لجهود الجهات المختصة بمكافحة التسول، واستثنى من المتسولين طالبي المال في المجمعات التجارية وفي القطاعات المختلفة، الذين يطلبون المال بأوراق تشرح حالتهم.

 

وبحسب إحصاءات العام الماضي، كشف فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية عن أن نسبة المتسولين غير السعوديين تتجاوز الـ 75%، من بينهم مخالفو نظام الإقامة وترتفع حالات التسول في شهر رمضان لتتجاوز الـ 50 % مقارنة بالأشهر الأخرى.

 

سعيد مولد، مدير جمعية جبل الرحمة، يقول إن "مكة هي من أكثر المناطق التي تعاني من ظاهرة التسول، حيث ضبطت السلطات الأمنية على أكثر من 18 ألف متسول خلال العام الماضي، حيث تعد منطقة مكة أكثر المناطق المربحة للمتسولين، الذين يستهدفون المعتمرين والحجاج، ولاسيما في مواسم العمرة والحج".