قصف صاروخي على مسجد بمأرب

ما علاقة استهداف الجيش في مأرب باتفاق الرياض في الجنوب؟!

يتم الكشف عن الفاعل عن طريق تحقيقات رسمية، واقتصر الأمر على اتهامات، فيما تبنت جماعة الحوثي بعض تلك الهجمات.

 

خلال الأيام القليلة الماضية، استهدف الأول مسجد معسكر تدريبي في مأرب خلف 111 قتيلا، أما الهجوم الآخر فكان بالقرب من مدرسة القوات الخاصة الذي خلف أضرارا طفيفة.

 

ويُلاحظ أن جماعة الحوثي لم تتبنَ الهجوم على الجيش في مأرب، وقال القيادي في تلك الجماعة محمد البخيتي أنهم لو نفذوه لأعلنوا عن ذلك.

 

وتحدث عما سماه وجود صراع بين دول في التحالف، وما سماهم "مرتزقتها".

 

في حين تتهم وزارة الدفاع الحوثيين بالمسؤولية عن ذلك الهجوم الصاروخي، ردا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بهجوم أميركي بالعراق.

 

ولاقى ذلك الهجوم إدانات واسعة عربية ومحلية ودولية، ودعوات لإيقاف الحرب في اليمن المستمرة منذ خمس سنوات.

 

وكان رئيس شعبة التوجيه المعنوي في المنطقة العسكرية الثالثة العميد صادق المخلافي أكد لـ"الموقع بوست" أن قصف جماعة الحوثي لن يزيد الجيش الوطني إلا قوة وعزيمة على إنهاء الانقلاب، وبناء الدولة اليمنية الاتحادية.

 

غموض مُتعمد

 

وفي سياق ذلك، يرى المحلل السياسي محمد الغابري أن عدم تبني أي جهة لتلك العملية مقصود، وغالبا وراءه الإمارات، كما حدث سابقا في عمليات استهداف قيادات عسكرية.

 

وهو يعتقد في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن "الانتقالي" والإمارات المستفيد الأول من العملية، وذلك لقطع الطريق على لواء حرس رئاسي من العودة إلى عدن بعد تلقي تدريب أوسع.

 

من جهة ثانية أفاد الغابري بأن الحوثيين مستفيدون من ذلك الهجوم، بالنظر إلى الظروف المحيطة بالعملية والتي تتمثل في معارك واسعة في جبهة نهم بصنعاء. 

 

غير أن العملية تلك التي كانت "قتل جماعي وقت الصلاة"، ولا تعد عملية قتالية، بل قتل من أجل القتل لم يتبن الحوثيون العملية، وفق الغابري.

 

دوافع

 

ومن وراء كل ذلك، يؤكد الغابري أن العملية يراد منها إضعاف للشرعية مقابل تقوية الإمارات ومليشيات "الانتقالي"، ومقابل الحوثيين بدرجة أقل.

 

وينتقد الغابري الجيش في مأرب، إذ قال إن تلك العملية تكشف انخفاض مستوى الحس الأمني لدى القيادات العسكرية، ووجود تجمعات عسكرية كبيرة في منطقة حرب، تتعامل كأنها في حالة طبيعية. 

 

كما تشير إلى مدى انعدام ما يعرف بقواعد الاشتباك لدى "الانتقالي" والإمارات والحوثيين، واتباعهم طرقا بشعة في استهداف البشر وقتل أكبر عدد ممكن، وليس ذلك فحسب بل ليس عندهم أي حرمة للمسجد والصلاة، على حد قوله.

 

وخلص إلى أن النتيجة من كل ذلك فوضى وصورة بشعة، وتجاوز حتى ما يحرص غير المسلمين على إظهار احترامه كأماكن التعبُد.

 

أصداء مختلفة

 

ويستغرب الصحفي سمير النمري في صفحته بالفيسبوك من صمت قادة الجيش في مأرب عما سماه "قصف طيران التحالف السعودي الإماراتي" لموقع الجيش في جبل البياض بنهم وقتل نحو 13 جنديا كانوا يرابطون في الموقع.

 

 أما الصفحي عامر الدميني فأشار إلى وجود تحرك مشبوه للتحالف في اليمن، مدللا على ذلك بما يجري في مأرب. 

 

وأضاف في صفحته بموقع فيسبوك "الشرعية في أعلى درجات ضعفها، ولا يستبعد أن هناك محاولة لتمرير أجندة معينة بإثارة هذه الفوضى التي جعلت من مناطق الشرعية مضطربة، وتدفع باتجاه الحوثي إجباريا".

 

من جهته، حمل الباحث نبيل البكيري في صفحته بالفيسبوك المسؤولية عن سقوط الجنود بمأرب وزير الدفاع وكل من تحت سلطته هناك من ضباط وعليهم تحمل المسؤولية كاملة، ومن ثم مكاشفة الناس بالذي جرى والانتقام للشهداء بتحريك الجبهات أي يكن الفاعل، وما لم فعليهم تقديم استقالتهم مسببة فثمة الكثير ممن يمكنه تحمل المسؤولية باقتدار.

 

وطوال فترة الحرب تعرض الجيش اليمني لاستهداف متكرر سواء من الحوثيين أو التحالف العربي، وحتى مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، وهجمات متطرفين.