قاسم سليماني

الحوثي في اليمن.. تمجيد علني لسيرة سليماني وتأكيد الولاء لإيران

في شارع الستين غربي العاصمة اليمنية صنعاء وعلى مقربة من منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي صادره الحوثيون، تنتصب لوحة ضخمة لقائد فيلق القدس في للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بغارة جوية أميركية قرب مطار بغداد مطلع الشهر الجاري.

إلى جانب سليماني الذي يظهر في الصورة مرتدياً زياً عسكرياً، وضع شعار جماعة الحوثيين الذي يتضمن باللونين الأخضر والأحمر عبارات "الموت لأميركا والموت لإسرائيل" و"اللعنة على اليهود والنصارى" و"النصر للإسلام".

وتطلق جماعة الحوثي على ذلك الشعار المقتبس من نداء للمرشد الإيراني السابق آية الله الخميني "هتاف البراءة" ويستخدم كغلاف لنشاطها المذهبي.

وعلى غرار اللوحات الكثيرة لقتلى جماعة الحوثيين المنتشرة في شورع العاصمة صنعاء والمدن الرئيسة الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن، تلفت الانتباه عبارة كتبت أسفل إحدى اللوحات بشأن مقتل سليماني "استشهد بتاريخ 3 يناير الجاري في معركة النفس الطويل".

و"النفس الطويل" هو الوصف الذي اعتادت الجماعة الشيعية المدعومة من إيران إطلاقه على معركتها مع القوات الحكومية اليمنية وتحالف تقوده المملكة العربية السعودية منذ أكثر من خمس سنوات لدعم الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.

وفي لوحات أخرى كتب عبارات من قبيل "سنواصل دربك نحو القدس" في إشارة الى سليماني.

في هذا السياق، يقول عبدالهادي العزعزي، وهو باحث ومحلل سياسي يمني، إن هذا "يعطي صورة على أن الحوثيين جزء من مشروع الرجل (سليماني) أو مشروع الحرس الثوري.. وهو بمثابة إقرار ووفاء للرجل الذي كان له الفضل في نشوء هذه الحركة وتقويتها عسكريا".

ويضيف لـ"ارفع صوتك": "ما كانت تنكره هذه الجماعة سابقا أصبح اليوم حقيقة لا جدال فيها، فالجماعة هي فعلاً جزء من الإمبراطورية الفارسية خارج الأرض الإيرانية".

امتداد لـ"محور المقاومة"

إلى جانب اللوحات التي تحمل صور سليماني، تنتشر عشرات اللوحات بأحجام مختلفة لرموز شيعية وإيرانية في صنعاء والمدن اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.

وتقدّم الجماعة نفسها على أنها امتداد لـ"محور المقاومة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، إلى جانب إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وعدة فصائل ومليشيات شيعية عراقية".

ولا تتحرج كثير من العناصر المنتمية للحوثي من التعبير عن ولائها لإيران، كما يتفاخرون بلصق صور الخميني ونصر الله وسليماني على مركباتهم وسياراتهم الخاصة.

ويقول مالكو بعض المتاجر في صنعاء، إنهم "أُجبروا على تعليق صور سليماني وقادة إيرانيين على واجهات محلاتهم".

وقبل سيطرة الحوثيين الموالين لطهران في سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء، لم تكن هذه المظاهر مألوفة في اليمن.

وفي خطاب متلفز (8 يناير)، أعلن زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي وقوف جماعته مع إيران في معركتها ضد الولايات المتحدة.

وقال الحوثي إن "الضربة الإيرانية باتجاه القواعد العسكرية الأميركية بداية عظيمة لاقتلاع الهيمنة الأميركية في المنطقة".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تخوض معركتها وتستهدف قوى المقاومة مباشرة بشكل واضح، دعماً لإسرائيل".

مصدر الصورة: الإعلام المركزي للحوثيين

مصدر الصورة: الإعلام المركزي للحوثيين

وشدد الحوثي على أن جماعته "لن تقبل بمعادلة تجزئة المعركة وتؤكد على ضرورة توحد أبناء الأمة والتعاون على كافة المستويات".

وتابع قوله "نحن نعيش واقع هجوم على منطقتنا، فأميركا هي التي أتت إلينا ولسنا نحن من ذهب بالسفن للهجوم عليها أو اعتدى على سكانها واقتحم مدنها ونهب ثرواتها وأقام عليها القواعد العسكرية".

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن يومها، استهدافه قاعدتين أميركيتين في العراق، بعشرات الصواريخ الباليستية، رداً على مقتل الجنرال قاسم سليماني.

وفور مقتل سليماني، سارعت قيادات حوثية إلى النعي. واندلعت ردود فعل حوثية غاضبة إزاء مقتل سليماني والقيادي البارز في مليشيات الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدى المهندس.

ووصف زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، مقتل سليماني بـ"الخاتمة المشرفة واللائقة".

وتوعدت الجماعة الأميركيين بالانتقام لمقتل سليماني والمهندس، وشهدت العاصمة صنعاء مسيرة حاشدة، تلبية لدعوة وجهتها الجماعة، للتنديد بمقتل الرجلين.

كما نعى سليماني، القيادي في الجناح السياسي للحوثيين محمد علي الحوثي، في تغريدة على تويتر كتب فيها "نتقدم بأحر التعازي باستشهاد المجاهد الكبير الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما. هذا الاغتيال مدان والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل".

لكنه حذف التغريدة لاحقاً، ربما خوفاً من أن تتسبب بوضعه على قائمة الأهداف الأميركية المحتملة في اليمن.

جماعات "إرهابية"

"إن هذا الأمر ليس بمستغرب فمليشيات الحوثي تعمل كوكيل وذراع للنظام الإيراني الإرهابي في اليمن"يقول الصحافي سامي نعمان، لـ"ارفع صوتك" .

ويضيف أن "مليشيا الحوثي ترفع صور سليماني اليوم في الشوارع لتأكيد ولائها المطلق لإيران ضد خيارات الشعب اليمني، وهذا مناف لإرادة اليمنيين الذين يعانون الأمرين من هذه المليشيا".

ويقول نعمان "نحن نستغرب التعامل الغربي مع هذه الجماعة التي تمارس أعمالاً إرهابية ضد الشعب اليمني على طريقة داعش".

من جهته، يرى عبدالهادي العزعزي وجود "حالة من الخوف والقلق لدى المواطنين الذين يعتبرون هذه المرحلة بداية حقبة لفرض هيمنة دينية مذهبية على بقية الأطراف، أظهرت الوجه الخفي للحوثي وهو أنها تسير على مشروع ولاية الفقيه ولا عودة عنه".