11 فبراير

ثورة فبراير… كيف تم إجهاض حلم اليمنيين؟

سالم الصبري- المشاهد

بعد مرور 9 سنوات من عمر الثورة الشبابية الشعبية التي انطلقت في 11 فبراير 2011، مايزال الكثير من الجدل يثأر حول الظروف والعوامل الداخلية والخارجية التي لعبت دوراً في إجهاض هذه الثورة التي أراد لها الشباب الثائر في مختلف المحافظات اليمنية، أن تكون منطلقاً لدولة مدنية حديثة يتساوى في ظلها جميع المواطنين، تحت مسمى دولة النظام والقانون، بحسب المحامي والناشط الشبابي محمد الحاج.

من أجهض حلم اليمنيين؟

قال الحاج لـ”المشاهد” إن ثورة فبراير أُجهضت وأُفرغت من مضمونها وأهدافها، مرات عديدة، أولاها في 21 مارس 2011، عندما انضم إليها أنصار النظام السابق، مدنيين وعسكريين وأحزاباً سياسية ووجاهات قبلية متنفذة، مضيفاً أن هذه الانضمامات أجهضت الثورة، كون الكثير ممن انضموا إليها يعتبرون رموزاً للفساد في عهد النظام السابق.
وأسهمت المبادرة الخليجية في إجهاض ثورة فبراير، كونها همشت دور الشباب ورؤيتهم للتغيير، ولم تنظر إلى ما يحدث في اليمن على أنه ثورة، بل أزمة سياسية بين طرفين.
لكن القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ضياء الحق السامعي، يرى أن الثورات لا تجهض، بل تعاق وتعرقل، لكنها تبقى جذوة تثمر ولو بعد حين.
ويقول السامعي لـ”المشاهد” إن الثورة تعرضت لمحاولات إجهاض في مرات متتاليات، انتقصت وأعيقت، لكن قاومت وصمدت، مضيفاً: “جاءت المبادرة الخليجية، وحققت للنظام السابق بعضاً من الضمانات التي حفظت بقاءه، كالحصانة والمشاركة في الحكومة وفي مؤتمر الحوار الوطني”.
وحينما جاءت مخرجات الحوار الوطني، ملبية للكثير من طموحات الثوار، حضر الانقلاب على الحكومة، بهدف وأد الثورة، فتحولت الثورة إلى صورة للمقاومة، واستطاعت إيقاف وتحجيم الانقلاب، ولاتزال في مواجهة مع الانقلابيين، حاملة مشروع الثورة ضد من يعيق تحققها، بحسب السامعي، مشيراً إلى أن عدم حسم المعركة، وإطالة أمدها، أسهما في إعاقة الثورة، وحالا دون تحقيق الأهداف، ولا شك أن أمر الحسم متعلق بالإمكانيات التي بيد التحالف العربي الذي أعاق تحقيق الثورة أيضاً.

لم تحقق الثورة هدفها السامي

“بعد 9 سنوات من اندلاع ثورة فبراير، يجب أن نصارح أنفسنا، ونعترف أنها لم تكن ثورة حقيقية، ومن الخطأ الاستمرار بمغالطة أنفسنا، ومغالطة شعبنا بالادعاء أنها ثورة، لمجرد أننا شاركنا فيها”، كما تقول الناشطة في ثورة فبراير سارة عبدالله لـ”المشاهد”، مضيفة أن البعض لا يريد أن يتحمل وزر الأخطاء والكوارث التي حدثت بعدها من صعود انتهازيين على تضحيات الشباب الحر ، حتى أنهم ألغوا التاريخ الحقيقي لبدء شباب جامعة صنعاء بالخروج للتظاهر في 15 يناير، واعتبروا أن يوم 11 فبراير هو البداية فقط، لأن حزباً معيناً قرر المشاركة حينها.
وتؤكد سارة إن هؤلاء الانتهازيين هم من عبثوا  بالبلاد بعد 2012، وهم من تسببوا في إجهاض ثورة الشباب، وتسببوا أيضاً في السقوط السريع للدولة بيد جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح. والثورة الحقيقية تقود إلى التغيير للأفضل، ولكل ثورة أهداف سامية، فأين هو الهدف السامي الذي حققته ثورة 11 فبراير؟

ثورة مضادة

ويرى الناشط في الثورة الشبابية نجيب الصبري، أن ثورة فبراير كانت ضرورية وحتمية لتصحيح مسار ثورتي الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر، مؤكداً لـ”المشاهد” أن ثورة فبراير تعرضت لثورة مضادة من قبل أطراف داخلية وخارجية، سعت بكل قوة لإفشال الثورة الشبابية، وافتعال كل المعوقات أمامها، ابتداء بالحفاظ على النظام السابق، واعتباره طرفاً من أطراف حكومة الوفاق الوطني.
وعمل النظام السابق، وبدعم من دولة الإمارات، على وأد النظام الجديد المنبثق من ثورة فبراير، بحسب الصبري، مضيفاً أن النظام السابق ظل ممسكاً بالقوة العسكرية، واستخدمها ضد الدولة، وتحالف مع جماعة الحوثي، ومكنها من إسقاط الدولة بكافها مؤسساتها العسكرية والمدنية، والانقلاب على مخرجات الحوار ومسودة الدستور.