معارك الجوف

مالذي يحدث في مدينة الحزم بمحافظة الجوف بعد سيطرة جماعة الحوثي؟

أجبرت المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي وسيطرة الأخيرة على مدينة الحزم عاصمة محافظ الجوف على معظم مديريات المحافظة، مطلع الأسبوع الجاري، آلاف الأسر على النزوح باتجاه مدينة مأرب، تاركين خلفهم منازلهم ومصادر دخلهم عرضة للنهب.

وأعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة قبل أيام، أنها رصدت نزوح نحو 25 ألف أسرة من محافظة الجوف.

ولا تزال محافظة مأرب تستقبل مئات النازحين، ما يفاقم من أوضاع النازحين الكارثية ويشكل عبئًا على السلطات المحلية والمنظمات الدولية في احتواء عشرات الآلاف من النازحين وتوفير احتياجاتهم، كما صرح مسؤولون في السلطة المحلية في مأرب لوسائل اعلام محلية.

وسبق أن استقبلت محافظة مأرب المئات من النازحين منتصف شهر يناير الماضي بعد سيطرة جماعة الحوثي على منطقة فرضة نهم شرقي العاصمة صنعاء، واشتداد المعارك في المدخل الشرقي للعاصمة ومشارف مأرب ومفرق الجوف الذي يعد ملتقى طرق محافظات ريف العاصمة ومأرب والجوف.

تفاقم أزمة النازحين

لا تزال اليمن تتصدر أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقًا للأمم المتحدة، غير أن موجة النزوح الأخيرة لآلاف الأسر، والعجز الكبير في التخفيف من وطأتها، ستجعل منها متربعة على هذا المركز لأمد طويل، مع دخول البلد المنهك لعامه السادس من المعارك الاستنزافية الطاحنة.
ومع استمرار توافد النازحين صوب محافظة مأرب التي يوجد فيها أكثر من ثلاثة ملايين نازح، وفقًا لوكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح في تصريحات صحفية أواخر العام الماضي، فإن السلطة المحلية والمنظمات الإغاثية على موعد مع وضع إنساني هو الأصعب منذ استقبال المحافظة للنازحين عقب اندلاع الأزمة اليمنية.

وهو مادعا السلطة المحلية وممثلي المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، إلى تشكيل غرفة طوارئ لتنسيق التدخلات الإنسانية وجهود الإيواء، والإغاثة بالغذاء والمياه، وتوفير مختلف الخدمات التي ستقدمها المنظمات الدولية والإقليمية.

وأطلقت الهيئة الحكومية المسؤولة عن مخيمات النازحين، نداء استغاثة للمنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة في اليمن للتدخل العاجل، وأشارت إلى عدم قدرتها مع سلطات مأرب، على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من المهجرين قسريا.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقديم مساعدات غذائية وإيوائية لـ70 ألف نازح، وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، إنه تم تفعيل آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة لتوفير المساعدات الفورية المنقذة للحياة للنازحين الجدد.

المعاناة تتكرر

ويرى مراقبون أن الأحداث التي سبقت اجتياح الجوف وما تلاها من أحداث، تعيد إلى الأذهان دخول الجماعة إلى صنعاء منتصف العام 2014، في كيفية إسقاط المدينة في ليلة وضحاها دون أي مقاومة من قبل القوات الحكومية، لتجنيب آلاف المدنيين مهالك الاشتباكات داخل المدينة.

ويؤكد شهود عيان لـ”المشاهد” أن جماعة الحوثي بعد سيطرتها على مدينة الحزم قامت بحملات اعتقالات لمئات المدنيين الذين لم يتسن لهم النزوح إلى محافظة مأرب.

وحسب عضو اللجنة اليمنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، إشراق المقطري، فإن اليوم الذي أعقب سيطرة الحوثيين على عاصمة محافظة الجوف، شهد انتهاكات إنسانية مروعة حسب وصفها، ابتداء باقتحام المنازل ونهب الممتلكات، وصولًا إلى منع النازحين من التحرك بالمركبات، وهو ما جعلهم يضطرون للفرار سيرًا على الأقدام.

التصعيد العسكري

ولا تزال المعارك العنيفة على أشدها بين القوات الحكومية ومقاتلي الحوثيين، حيث قالت مصادر عسكرية، إن جماعة الحوثي دفعت بآلاف المقاتلين إلى الجوف، بهدف السيطرة على “معسكر اللبنات”، فيما توعد الناطق باسم القوات الحكومية صباح الثلاثاء، بطرد الحوثيين، وإعادة السكان الذين هجرتهم “ولن تمر جرائمها دون عقاب”.

ويرى مراقبون أنه لا توجد مؤشرات جادة على أن القوات الحكومية على استعداد لاستعادة السيطرة على مدينة الحزم، لا سيما بعد توغل الحوثيين في مساحات جغرافية جديدة شمال المدينة، والسيطرة على معظم جغرافيا الجوف الحدودية مع المملكة العربية السعودية.

المصدر: المشاهد