محمية شرمة بحضرموت

سلاحف محمية شرمة بحضرموت… ضحية غياب القانون وعبث الزائرين

تقرير: عبدالمجيد باخريصة

يتوافد الكثير من الزوار إلى منطقة شرمة/جثمون الساحلية في مدينة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت (شرق اليمن)، التي تعد من أهم البيئات الطبيعية عالمياً للسلاحف، وخصوصاً ذات الرأس الأخضر. لكن تلك السلاحف لا تسلم من شرور الزائرين، إذ إن مئات السلاحف تلك ذبحت من قبل البعض منهم.
ويقوم الكثير من الزائرين بالترصد للسلاحف التي تخرج لتضع بيضها ليلاً، ليقوموا بذبحها وأكل لحمها وتناول بيضها بعد استخراجه، وسط عجز من الجهات المعنية عن كبح هذه المخالفة المهددة لمحمية شرمة.
وتعيش السلاحف على طول سواحل المحافظة الشاسعة، وتضع بيضها وسط رمالها، بعد قطع آلاف الكيلومترات إليها.
واعتمدت الحكومة اليمنية شرمة محمية طبيعية، في 2001، وأضافتها اليونسكو إلى مواقع التراث العالمي المؤقتة باليمن، عام 2002.

محاربة البيئة البحرية

تواجه سلاحف محمية شرمة مخاطر تهددها بالانقراض الكلي، وسط تحذيرات من ناشطين بيئيين لم تجد استجابة جدية.
وتمثل تلك الظاهرة تحدياً للجهات الرسمية التي تواجه انتقادات من قبل ناشطي البيئة لحماية السلاحف من الانقراض، لعدم تفعيل الإجراءات الرقابية والعقابية للمخالفين.
لكن مدير عام مديرية الديس الشرقية، ماهر عبدالرحيم، قال لـ”المشاهد” إن حماية سواحل شرمة الشاسعة كلياً، أمر صعب نوعاً ما، خاصة في الوضع الحالي، نظراً لضعف الإمكانات.
وأضاف عبدالرحيم أن الأجهزة الأمنية بالمديرية تقوم في الوقت الحالي بدوريات مشتركة مع خفر السواحل، لمنع الصيد الجائر للسلاحف والاستنزاف الذي تتعرض له، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية بالمديرية سبق لها احتجاز عدد من مرتكبي المخالفات، لكنه أشار لعدم وجود قانون محدد.
ورغم اعتماد منطقة شرمة الساحلية محمية طبيعية، إلا أنه لا يوجد قانون خاص بحمايتها وحماية الحيوانات البحرية في سواحلها.
وهنا يكشف عبدالرحيم عن مساعٍ تقوم بها مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، لوضع قانون يحمي محمية شرمة وسلاحفها، ويفرض عقوبات على المخالفين لحماية السلاحف وإدامتها.

انقراض 3 أنواع من السلاحف

وتعد محمية شرمة منطقة تنوع حيوي طبيعي نادرة عالمياً، وقلما توجد مثل هذه المناطق الرائعة والتنوع البيولوجي الغني، بحسب الناشط البيئي عمر بادخن.
وقال بادخن، في حديث لـ”المشاهد”، إن شرمة كانت تعيش بها 4 أنواع من السلاحف، للأسف الشديد، وبسبب الإهمال والصيد الجائر، انقرضت تماماً منها 3 أنواع، ولم يبقَ سوى نوع واحد يصارع البقاء.
وناشد المعنيين في هيئة حماية البيئة والسلطات المحلية في محافظة حضرموت، وخصوصاً قيادة مديرية الديس الشرقية، اتخاذ إجراءات حماية أكبر لهذه المحمية، إلى جانب تكثيف التوعية المجتمعية عبر المنصات الإعلامية المختلفة، للحفاظ على ما تبقى من سلاحف شرمة وأي حيوانات أخرى مثل الوعول البرية.
ودعا عميد كلية البيئة والأحياء البحرية، الدكتور سالم بازار، لانتهاج أسس علمية لحماية وإدامة سلاحف ساحل شرمة، لما تمتلكه السلاحف من أهمية بيئية وحيوية عالمية ومحلية.
وقال بازار، في حديثه لـ”المشاهد”، إن كلية البيئة ترى أن يتم البدء وبفاعلية وجدية علمية بدراسة كل ما سبق ذكره من جوانب بيئة وحيوية، ومدعومة بالجانب المادي والوظيفي، مضيفاً أن رحلة السلاحف أصبحت في السنوات الأخيرة، رحلة اللاعودة، لما ينتظر هذه الأمهات من مصير مؤلم وقاتل لم تتوقعه ولا يرضاه لها أي عاقل.
وأكد أهمية دراسة فعالية الإخصاب والتطور والفقس، ومن ثم إدارة تنمية الصغار إلى أعمار تضمن تقليل نسبة النفوق والفقد خلال التنقل المكاني في السواحل وفي عرض المحيط، وضمان نسبة عودة أعلى للحياة بما يؤدي لإدامتها.