كورونا

لماذا اليمنيون قلقون من انتقال فيروس "كورونا" إلى البلد!

حسان محمد:

لم تحد تصريحات منظمة الصحة العالمية بعدم وجود حالات مصابة بفيروس كورونا في اليمن، من حالة القلق التي يعيشها عبدالله القباطي، وهو يتابع أخبار تفشي المرض في أكثر من 50 دولة، ووصول عدد الإصابات إلى 100 ألف حالة، بحسب “الصحة العالمية”.
ويعتبر القباطي واحداً من ملايين اليمنيين الذين يعلمون يقيناً أن الفيروس إذا وصل إلى بلدهم، فلن يكون أحد بمأمن منه، نتيجة لحالة الحرب والانقسام، والوضع الصحي الهش، وعدم اكتراث حكومتي صنعاء وعدن بحماية المواطنين. ويخشى البعض من أن يكون الفيروس قد انتقل إلى اليمن دون التعرف عليه.
ويقول لـ”المشاهد” إن الكمامات التي تعد أبسط وسائل الحماية، غير متوفرة في الصيدليات، ويبحث عنها الناس دون جدوى، فكيف ببقية الاستعدادات لمواجهة الفيروس إذا ما انتقل عبر المسافرين إلى البلاد.

أعراض الإصابة بالفيروس

تبدأ أعراض الإصابة بالفيروس بحمى، متبوعة بسعال جاف، وبعد نحو أسبوع، يشعر المصاب بضيق في التنفس والالتهاب الرئوي وقصور وظائف عدد من أعضاء الجسم، إلا أن دراسات طبية أوضحت أن ظهور تلك الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض، نتيجة تشابهها مع الأعراض المصاحبة للفيروسات الشائعة، مثل نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية.
وينتقل “كوفيد 19” المعروف بـ”كورونا”، عادةً، من إنسان إلى آخر، خلال فترة الحضانة التي تصل إلى 14 يوماً، عبر الرذاذ أو الأيدي أو السطوح الملوثة بالفيروس، كما تؤكد دراسة أجراها باحثون بمستشفى جامعة جرايفسفالد وجامعة الرور بألمانيا.
وأوضحت الدراسة أن فيروس “كورونا” يمكن أن يظل نشطاً على الأسطح المعدنية أو الزجاجية أو البلاستيكية، لمدة تصل إلى 9 أيام، في درجة حرارة الغرفة التي تتراوح بين 15 و20 درجة مئوية، وفي حال انخفضت درجة حرارة الأسطح إلى 4 درجات مئوية، يمكن أن يظل الفيروس نشطاً حتى 28 يوماً، وتقل درجة العدوى إذا تراوحت حرارة الأسطح بين 30 و40 درجة مئوية.
وتستمر فترة حضانة الفيروس في الجسم 14 يوماً حتى ظهور الأعراض، وتتوقف شدة العدوى على قوة مناعة الشخص، وكمية الفيروس التي انتقلت إليه، ويعتبر كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة ومناعية هم أكثر عرضةً لتفاقم أعراض الفيروس.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 4 من كل 5 أشخاص من المصابين بفيروس كورونا، تظهر عليهم أعراض طفيفة، و6% من المصابين فقط يتعرضون للخطر.
وهذا ما تؤكده أكبر دراسة صينية أجريت على 44 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، ونشرت مؤخراً في دورية علم الأوبئة الصينية، حيث توصلت إلى أن أكثر من 80% من حالات الإصابة كانت بسيطة، وتقع الخطورة على المصابين بأمراض مزمنة والمسنين.
وخلصت الدراسة التي أعدها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين، إلى أن نسبة الإصابات الخطيرة 13%، وحوالي 4.7% من الحالات تصنف بالحرجة، أما المتوسط العام لحالات الوفاة بين المصابين، فهو 2.3% فقط.

الأطفال والنساء أوفر حظاً من غيرهم في التعافي من الفيروس، بحسب الدراسة الصينية التي تشير إلى أنه لم تُسجل أية حالات وفاة بين المصابين من الأطفال دوم سن الـ9، ولم تتجاوز نسبة حالات الوفاة بين المصابين حتى سن 39 سنة، 0.2%. 

النساء والأطفال أوفر حظاً

ويعد الأطفال والنساء أوفر حظاً من غيرهم في التعافي من الفيروس، بحسب الدراسة الصينية التي تشير إلى أنه لم تُسجل أية حالات وفاة بين المصابين من الأطفال دوم سن الـ9، ولم تتجاوز نسبة حالات الوفاة بين المصابين حتى سن 39 سنة، 0.2%.
ويرتفع معدل حالات الوفاة تدريجياً في الفئات العمرية أعلى من 39 سنة، إذ بلغت النسبة بين المصابين في الفئة العمرية من 40 إلى 50 سنة، 0.4%، وبلغت في فئة 50-60 سنة 1.3%، لترتفع إلى 8% بين المصابين في الفئة العمرية بين 60 و70 سنة، وكانت النسبة الأكبر من حالات الوفاة بين المصابين للذين يبلغون الـ80 فأكثر، وذلك بواقع 14.8%.
وعلى أساس النوع الاجتماعي، ارتفعت نسبة حالات الوفاة بين الرجال إلى 2.8% مقارنة بالنساء، إذ بلغت نسبة الوفاة بين المصابات منهن 1.7%.
وتفيد الدراسة بأن مرضى القلب والشرايين هم الأكثر عرضة للوفاة بالفيروس، يليهم مرضى السكري، ومرضى الصدر المزمن، ومن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

من أين انتقل “كورونا” إلى الإنسان؟

وفيما يتعرض آلاف البشر للخطر من الفيروس، فقد مثل تفشي الفيروس طوق نجاة لحيوان آكل النمل الحرشفي الذي ربطت بعض الدراسات بين الإصابة بالفيروس وآكل لحمه، وجعلت الصين تفرض حظراً على الاتجار به.
وأكد الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة أن هذه الدراسات التي أدت إلى تدابير منع أكل لحم الحيوان الذي يعتبر طعاماً تقليدياً في أنحاء الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا، ستساعد على إنقاذه بعد أن كان مهدداً بالانقراض.
وسيسهم حظر الاتجار والتدابير بحماية آكل النمل الحرشفي الذي يعد أكثر الثدييات التي يتم الاتجار بها في العالم نظراً إلى لحمه اللذيذ وحراشفه الفريدة التي يقال إنها تتميز بخصائص طبية، بحسب الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة.