حضرموت

التحركات الأممية في حضرموت بين حساسية التوقيت وتطورات المحيط

تحركات سياسية مكثفة عاشتها وتعيشها محافظة حضرموت (شرق اليمن) بالتزامن مع زيارة وفد أممي رفيع من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بعد تطورات عسكرية بمحافظة الجوف المحاذية لحضرموت.

تعتبر محافظة حضرموت أكبر محافظات اليمن مساحة وأكثرها إنتاجاً للنفط حالياً وظلت بعيدة عن الحرب الدائرة في البلاد منذ خمس سنوات، إضافة لتمركز منطقتين عسكريتين هما الأولى والثانية على أراضيها.

وبقيت حضرموت خلال السنوات الماضية محتفظة بمؤسسات الدولة خاصة وادي حضرموت الذي احتضن جلسات البرلمان اليمني التي انعقدت منتصف العام الماضي، هي المرة الأولى والوحيدة لالتئام البرلمان منذ اندلاع الحرب.

طوال الأسبوع الماضي، أجرى وفد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، برئاسة "اندرو مارشل" مستشار المبعوث لقاءاته مع السلطة المحلية والمكونات السياسية بوادي وساحل حضرموت شرقي اليمن.

والتقى الوفد وكيل وادي حضرموت عصام الكثيري فور وصوله مدينة سيئون مركز وادي حضرموت قادماً من مدينة المكلا عاصمة المحافظة التي التقى فيها المحافظ البحسني وقيادات مكونات سياسية.

و قال رئيس الوفد الأممي إن الزيارة تأتي للتعرّف عن كثب على تجربة حضرموت الناجحة مؤكداً أنه سيكون لحضرموت أهمية في المساهمة في الحل السلمي في اليمن.

وعقد الوفد لقاءات مع قيادات من حزب الإصلاح ومؤتمر حضرموت الجامع ومرجعية قبائل حضرموت الوادي والصحراء ( أكبر تكتل قبلي بوادي حضرموت) والحراك الثوري الجنوبي.

ويضم الوفد "مساكي وتنابي" نائب المدير بقسم الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي ، و "بيتر رايس" مستشار المبعوث الأممي للشؤون السياسية.

تحركات متزامنة

تلك التحركات الأممية رافقتها تحركات من قبل الشرعية اليمنية برزت من خلال زيارة قام بها نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن إلى مديرية العبر الحدودية بوادي حضرموت.

وترأس محسن صالح ، اجتماعاً موسعاً ضم القيادات السياسية والعسكرية بوادي وصحراء حضرموت وفقا لوكالة سبأ الحكومية.

وأكد نائب الرئيس إصرار القيادة السياسية على المضي في بناء اليمن الاتحادي المكون من ستة أقاليم والقائم على العدالة والمساواة والحكم الرشيد والذي حظي بإجماع اليمنيين وإقرار الإقليم والعالم.

وجدد التأكيد على حرص الشرعية على إحلال السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث وقدمت لأجل ذلك الكثير من التنازلات بما يضمن استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وحماية حقوق اليمنيين.

استفادة من تجربة

الكاتب والمحلل السياسي حسين باراس وتعليقاً على هذه التحركات التي شهدتها حضرموت قال إن المجتمع الدولي ينظر للتجربة الحضرمية كنموذج بالإمكان أن يرتكز عليه لبناء نموذج قابل للعيش في اليمن.

ويرى باراس في حديثه لـ"المصدر أونلاين" أن حضرموت أصبحت في قلب الحدث في ظل التقدم الحوثي والتحركات من قبل المبعوث الأممي في مناطق الاشتباك (مارب والجوف).

وأضاف: ما حصل في حضرموت هو أفضل الموجود. صحيح أننا نطمح للأفضل ولكن وفق واقع اليمن السيئ تظل التجرية الحضرمية رائدة في هذا المجال.

وعن تحرك نائب الرئيس، قال باراس إنه لايخرج عن هذا الإطار مع اختلاف بسيط وهو تفقد وحدات المنطقة العسكرية الأولى تحسباً لبعض التحركات الحوثية في المنطقة.

تهيئة لمستقبل سياسي

أما الناشط السياسي أحمد سليمان فقال إن تلك التحركات الدولية تأتي في إطار رغبتها بعدم إكمال مرحلة الانتقال إلى الدولة مالم تضمن وجود أطراف تريدها في المعادلة واستبعاد أطراف أخرى.

ويعتقد سليمان في حديث لـ"المصدر أونلاين" أن الأطراف الدولية الفاعلة التي تمسك بخيوط اللعبة لديها هدفان وحيدان من التدخل في اليمن الأول هو إطالة أمد الحرب و الثاني هو تسوية أرضية الملعب السياسي لفترة ما بعد الحوثي.

ويرى سليمان أن تحركات المبعوث الدولي غريفيث وفريقه تأتي في إطار إطالة أمد الحرب حتى يتحقق استبعاد أطراف فاعلة في الشرعية وتهيئة أطراف أخرى تنتمي إلى بقايا النظام السابق.

وأضاف أن تحركات نائب الرئيس اليمني تقرأ في إطار التصدي لتلك المحاولات الأممية لإخراج أطراف من المشهد اليمني.