كورونا

إجراءات صنعاء وعدن… تزامن يثير المخاوف من وجود كورونا بين اليمنيين

أثارت الإجراءات المفاجئة التي اتخذتها الحكومة وجماعة الحوثي، لمواجهة فيروس كورونا، القلق لدى الناس، والكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الإجراءات متزامنة مع ظهور الفيروس فعلياً في البلد، أم أنها إجراءات وقائية؟ كما تقول حكومتا صنعاء وعدن.
وفي حين تؤكد حكومتا صنعاء وعدن أنه لم يتم تسجيل أية حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد، أقر اجتماع طارئ للحكومة، وآخر للجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة بصنعاء، عدداً من التدابير الاحترازية لمواجهة الفيروس.
ففي صنعاء، أقرت اللجنة الإيقاف المؤقت لجميع رحلات الركاب الواصلة لمطار صنعاء، لمدة أسبوعين، ابتداء من 14 مارس الجاري، وإخضاع القادمين عبر جميع المنافذ للإجراءات الصحية بتعبئة كروت السفر والفحص الحراري.
وطالبت اللجنة المشكلة من قبل الحوثيين، الخطوط الجوية اليمنية، بتقليص عدد الرحلات الجوية، ابتداء من أمس السبت، وتشكيل لجنة من وزارات الدفاع والداخلية والإدارة المحلية والصحة والنقل، وجهاز الأمن والمخابرات، لدراسة قرار إغلاق المنافذ البرية للقادمين من الخارج، وتقديم الدراسة إلى اللجنة العليا خلال يومين.
وفي إجراءات مماثلة، أقر اجتماع طارئ للحكومة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، السبت، في الرياض، عدداً من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، تضمنت تعليق الرحلات الجوية من وإلى جميع المطارات اليمنية، لمدة أسبوعين، ابتداء من الثلاثاء، حتى يتم تعزيز الإجراءات والتجهيزات اللازمة للرصد والمراقبة والتنسيق، باستثناء الرحلات لأغراض إنسانية ونقل المساعدات الإغاثية، مع استمرار تطبيق الإجراءات المشددة الخاصة بالفحص والحجر الصحي.
وأقر الاجتماع إغلاق المنافذ البرية، باستثناء حركة الشحن التجاري والإغاثي والإنساني، ابتداءً من التوقيت ذاته، وتعزيز إجراءات الرقابة في الموانئ البحرية، واتخاذ كل ما من شأنه خضوع العاملين في سفن النقل للإجراءات والفحوصات اللازمة.

فنادق عزل

سيتم إخضاع القادمين من الدول الموبوءة بفيروس كورونا، للحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً، على أن يوقع الشخص إقراراً على نفسه بالالتزام بالحجر الصحي المنزلي والإجراءات المحددة فيه. وستتابع وزارتا الإدارة المحلية والداخلية، وجهاز الأمن والمخابرات، مدى التزام الوافدين بالحجر الصحي المنزلي، بحسب اللجنة التي أقرت إخضاع كل حالة اشتباه مطابقة للتعريف القياسي التي يحددها فريق الصحة، للحجر الصحي المؤسسي، وإخضاع كل حالة مؤكدة مخبرياً للعزل الصحي وتلقي الرعاية الصحية.
وستشكل لجان فنية على مستوى المحافظات برئاسة المحافظين، لتوفير فنادق للعزل الصحي، تحت إشراف اللجان الفنية بالمحافظة، فيما تتحمل مؤسسة موانئ البحر الأحمر مسؤولية القيام بعمل عزل صحي، وتقوم وزارة الصناعة بتوفير أدوات النظافة، وإنتاج الكمامات من خلال مصنع الغزل والنسيج.
وسيتوجب على السلطة المحلية وجهاز الأمن والمخابرات منع الشيش بالأماكن العامة والكافيهات، وقيام وزارتي الإعلام والأوقاف والجهات ذات العلاقة، بعمل برامج وأنشطة توعوية بمسببات انتقال الفيروس وطرق الوقاية منه من خلال عدم المصافحة والاهتمام بالنظافة العامة.

إيقاف الدراسة

وفي إطار الإجراءات الاحترازية، أعلنت وزارة التربية والتعليم بصنعاء، إيقاف الدراسة للفصل الدراسي الثاني على مستوى جميع الصفوف الدراسية، بدءاً من اليوم الأحد، وبدء الاختبارات النهائية لصفوف النقل السبت المقبل الموافق 21 مارس الجاري.
ونقلت وكالة “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن نائب وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للاختبارات، الدكتور همدان الشامي، أن الوزارة اتخذت هذا القرار تنفيذاً لقرارات اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة، كإجراء احترازي، وبناءً على إعلان منظمة الصحة العالمية بأن فيروس كورونا وباء عالمي.
ولا يختلف هذا الإجراء عما أقرته الحكومة في اجتماعها بالرياض، إذ وجهت بتعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية والخاصة، لمدة أسبوع، بشكل مبدئي، لضمان سلامة الطلاب ومنتسبي هذه المؤسسات، وتطبيق إجراءات وقائية.

استعدادات أممية

منظمة الصحة العالمية أوضحت أن مخاطر وجود إصابات بالفيروس داخل اليمن منخفضة، إلا أنها أكدت أنها تكثف جهودها للتأهب والاستجابة في حال ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا.
وقالت المنظمة، في تغريدات على حسابها في “تويتر”، إنها دعمت إنشاء مرفق للحجر الصحي في مطار صنعاء، وتقديم الدعم لتجهيز مرفق الحجر الصحي في مستشفى زايد بصنعاء، بسعة 20 سريراً، و6 مراوح، إلى جانب التأكد من فعالية جهازي (PCR) في المختبر المركزي بصنعاء وعدن، المخصصين لفحص الفيروسات، ومنها المرتبطة بالجهاز التنفسي.
وأشارت إلى تشكيل 333 فريق استجابة صحية سريعة، وتقديم عدد من معدات الحماية الشخصية، واللوازم الضرورية للجهات ذات الصلة في صنعاء وعدن.
وأعلنت الصحة العالمية، الأربعاء الماضي، تصنيف فيروس كورونا وباءً عالمياً، نتيجة الانتشار السريع للمرض في أغلبية دول العالم. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الإصابات بالوباء خارج الصين تضاعفت 13 ضعفاً في الأسبوعين الأخيرين.
وبحسب البيان الأخير للمنظمة، الصادر في 12 مارس الجاري، فإن إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا 460 ألف شخص، توفي منهم 6334 حالة، فيما بلغ عدد المتعافين 313 ألف شخص.

إجراءات غير ممكنة

ولمعالجة إشكالية عدم توفر الكمامات الطبية في الصيدليات، تجري الاستعدادات حالياً لإعادة تشغيل مصنع الغزل والنسيج في صنعاء، بهدف إنتاج كمامات طبية لتغطية احتياج السوق المحلية. وقال وزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة، خلال زيارته للمصنع، إن الوزارة وجهت بتوفير الدعم اللازم لإنتاج كمامات طبية تلبي متطلبات المستشفيات والمراكز الصحية والمصانع والشركات والمواطنين، وتوفير الإمكانيات لمضاعفة الإنتاج من الكمامات الطبية ذات مواصفات وأسعار مناسبة بما يحقق المنافسة ويمنع الاحتكار.
وخصصت الحكومة مليار ريال يمني كموازنة طارئة لدعم قدرات القطاع الصحي في مناطق سيطرتها، وتمكينه من اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية البلاد من وصول وباء كورونا، وشددت على ضرورة التسريع بعملية استكمال شراء كميات مخبرية للفحص السريع.
وقالت وزارة الصحة التابعة للحكومة، في وقت سابق، إنها اتخذت إجراءات احترازية في المنافذ البرية والبحرية والجوية، لفحص الوافدين، والتأكد من خلوهم من أعراض فيروس كورونا، واستكملت تجهيزات مرافق العزل في المنافذ، وتزوديها بالأدوية والمستلزمات الطبية.

المصدر: المشاهد