الطفلة فرح

شاهد.. الطفلة "فرح" التي فقدت ساقها، لكنها لم تفقد أحلامها!

قبل عام ونصف كانت فرح أمين تستريح تحت شجرة في وادي الضباب غرب تعز، ممسكة بقدمها الاصطناعية بعد أن فقدت ساقها بسبب قذيفة للحوثي، بدت فرح حزينة تتمنى العودة للمدرسة، وعندما عادت للصف  كانت قد فقدت والديها، لكنها لم تفقد حلمها بأن تصبح طبيبة.

في إبريل 2017، خرجت فرح أمين (13 عاما) لجلب الماء من أحدى خزانات قرية الصياحي بوادي الضباب، كانت القرية وسطًا بين مواقع المقاومة ومدافع الحوثي الذي يحاصر المدينة، علا صوت الرصاص والمدافع فجاة، وجدت فرح نفسها مرمية بين الركام وتتألم.
فرح اثناء استراحة من تعب السير.. تصوير حمزة مصطفى لـ أنسم
الحالة المعيشيه الصعبة لوالد فرح وآخرين، منعتهم من النزوح بعيدًا عن القرية وأجبروا على البقاء في منزلهم الواقع تحت القصف اليومي والعشوائي منذ اندلعت المعركة في تعز – 265 كم جنوب صنعاء- المحاصرة منذ أواخر 2014 وحتى اللحظة.

تقول فرح لـ البوابة اليمنية للصحافة الإنسانية – أنسم: “أُطلقت ثلاثة صواريخ من جهة الحوثيين، لأن المقاومة كانت عندنا، الصاروخ الأول ما أجاش بي والثاني وقع عليا”.

سقطت فرح على الأرض ولفترة طويلة ظلت مرمية تتأمل أشلاء جسدها المبعثرة، بينما كان ضجيج الأنفجار يصدح في أفئدة المتحاربين نشوة و انتصار.

“بقيت مرمية على الأرض ولا استطيع الحراك وعندما جاءوا يسعفوني سقط الصاروخ الثالث على مسافة بعيدة قليلًا” قالت فرح.

غيبوبة

تتذكر فرح أنها حُملت على أكتاف الناجين من القصف واتجهوا بها صوب المدينة لإنقاذها، تقول لـ أنسم: “أخذوني أربع مستشفيات ولم يقبلني أي مستشفى، بعدها قبلوني بمستشفى الثورة بعد وساطة من أحدهم”.

وأضافت: “صحيت من الغيبوبة بعد ثلاثة أيام ولم أكن أعرف أن رجلي اليمين مبتورة، وكانت رجلي اليسرى تؤلمني، بعدما أخبروني، كنت أصرخ وأبكي، حينها داخ أبي وسقط على الأرض”.

حصلت فرح على جواز سفر لاستكمال العلاج، إلا أنها لم تستطع السفر إلى خارج اليمن، “قالوا لي أنه ما فيش سفر”، بعدها وصلتْ إلى عدن – جنوب اليمن- وحصلت على قدم اصطناعية وعادت إلى تعز تسبقها أحلامها بالعودة للمدرسة.



العودة للمدرسة

لم تنته معاناة فرح ببتر ساقها، كما لم تكتمل فرحتها بحصولها على قدم اصطناعية، فقد فارق والديها الحياة مطلع 2019، “لقد أصبحتُ وحيدة أنا وأختيَّ الصغيرتين” قالت.

تحاول فرح أن تتجاوز آلامها بصلابة، فمنذ سبتمبر الماضي تغادر فرح منزلها في الصياحي بالضباب كل يوم صباحًا وتقطع مسافة 2 كم باتجاه مدرسة ميلاد التي تدمرت أجزاء كبيرة منها جراء قصف الطيران الجوي لدول التحالف العربي للمدرسة عندما كان يتمترس فيها الحوثيون.

تتوقف فرح من حين لآخر عن السير وتستريح تحت الأشجار، وتنزع قدمها الاصطناعية التي تعاني من آلامها،”هذي القدم قصيرة وتؤلمني ولا أستطيع السير بها كثيراً”، ثم تعيدها لتواصل السير إلى المدرسة لتلتحق بزميلاتها في الصف الثاني الإعدادي.

تغادر فرح الصف منتصف النهار، تجلس على أنقاض ما دمره القصف من المدرسة، ممسكة بساقها الاصناعية التي تسعى لاستبدالها بسبب الآلام المستمرة ولكن دون جدوى، “ذهبت إلى مستشفى الثورة بتعز عشان تغيير القدم الاصطناعي قالوا لي إرجعي إلى عدن محل ما عملتي القدم الأولى”، قالت لـ أنسم. 

لا تسمح فرح لليأس أن يتسرب إلى عزيمتها، “الآن عدتُ إلى المدرسة ورغم إنني لم استطع الحصول على طرف صناعي مريح، لكن اصراري على الدراسة وتحقيق أحلامي لأصبح طبيبة يجعلني سعيدة”، قالت مبتسمة.
 

-----
تنشر المادة بالإتفاق مع البوابة اليمنية للصحافة الإنسانية "أنسم "
https://www.ansom.net/farah/