الانتقالي الجنوبي

دعوات "الانتقالي" لتشكيل مقاومة جنوبية في وادي حضرموت.. أهداف ودلالات التوقيت

في محاولة لجر محافظة حضرموت (شرقي اليمن) إلى مربع الفوضى والعنف، يدعو ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، إلى تشكيل مقاومة جنوبية.

 

ودعا القيادي في الانتقالي هاني بن بريك اليوم الأربعاء إلى تشكيل ما سماها "مقاومة جنوبية" في وادي حضرموت (شرقي اليمن).

 

وزعم بن بريك وهو نائب رئيس المجلس -في تغريدة بحسابه على تويتر- أن تشكيل مقاومة جنوبية في وادي حضرموت قد يكون الحل الأسلم والأسرع لمقاومة من وصفهم بالإرهابيين ودحرهم من الوادي وجعل مؤسسات الدولة في أمان بعيدا عما وصفه باختراق الاخوان.

 

ويسوق بن بريك تبريراته بأن تشكيل المقاومة لا يحتاج لقرارات ولا لاستئذان من أي جهة، كما تشكلت في عدن وغيرها لمقاومة الحوثي والقاعدة وداعش، حسب زعمه.

 

ويعمد الانتقالي إلى اتهام القوات الحكومية المناوئة لمشروع الانتقالي المدعوم إماراتيا بالارهابيين، والتحريض على أن كل القوات الحكومية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا بأنهم إرهابيون.

 

وتأتي دعوة القيادي في الانتقالي لتشكيل مقاومة جنوبية في وادي حضرموت عقب يوم من اغتيال مدير أمن مديرية شبام حضرموت الملازم صالح عبد الله بن علي جابر وأربعة من مرافقيه بعبوة ناسفة، ما يضع علامة استفهام حول استغلال الانتقالي لأي حدث لتنفيذ مشاريعه وأجنداته. 

 

فحضرموت، المحافظة الشرقية الأكبر مساحة والغنية بالنفط، باتت مسرحاً جديداً لمعركة استقطابات قوية وصراع نفوذ بين الحكومة والسعودية من جهة، والمجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات من جهة أخرى.

 

ومطلع مايو/ أيار الجاري، فشل المجلس الانتقالي في جرّ حضرموت إلى مربع الفوضى الذي تغرق فيه أربع محافظات جنوبية حتى الآن، وذلك بالدعوة إلى انطلاق مقاومة مسلحة وحرب عصابات ضد القوات الحكومية، تمتد إلى محافظتي شبوة وأبين، لكن حلفاء الإمارات حصدوا الفشل.

 

وكان المجلس الانتقالي قد أعلن يوم 25 أبريل/ نيسان الماضي حالة الطوارئ في عدن وعموم المحافظات الجنوبية، وأعلن كذلك ما سماها الإدارة الذاتية للجنوب وتشكيل لجان رقابية على مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية.

 

واعتبر محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني خطوة الانتقالي وإعلانه الحكم الذاتي في محافظات جنوب البلاد بأنه خرقا للشرعية واتفاق الرياض وعملا غير مسؤول.

 

وأجبرت الخطوات التي قام بها "الانتقالي" في عدن البحسني على اتخاذ موقف من الانفصاليين. فبعد إعلان رفضه "الإدارة الذاتية" ووصفها بـ"القرار غير المسؤول"، وجّه محافظ حضرموت صفعة أخرى إلى المجلس برفض تواجد تشكيلات خارج كيان الدولة على أراضي حضرموت.

 

 ورد البحسني على محاولة "الانتقالي" الاستعراض بمجموعات مسلحة في المكلا لدعم "الإدارة الذاتية" ومعركة أبين، بالإعلان، في تصريح شديد اللهجة، أنه "يوجد في حضرموت قوة عسكرية وأمنية واحدة، تأتمر بأمر قائد واحد هو رئيس اللجنة الأمنية، وأي مظاهر لقوة خارج هذه المؤسسات أمر غير مقبول". 

 

وفي وقت سابق، وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي محافظ حضرموت بتعزيز اليقظة لقطع دابر التطرف والإرهاب وأي أعمال خارجة عن الدولة ومؤسساتها. 

 

ولا يزال الانتقالي يراهن على جنوبية حضرموت، وعلى النفوذ الذي صنعته أبوظبي داخلها منذ عام 2015، وقوات "النخبة الحضرمية" التي أنشأتها ودربتها القوات الإماراتية وتكفلت برواتبها، وبعلاقات مع زعامات سياسية وقبلية تؤيد المشروع الانفصالي، لكنه خسر كافة رهاناته بمواجهة عسكرية في حضرموت.