فيروز الظاهري

فيروز… كيف تحولت معلمة اللغة الإنجليزية إلى سيدة أعمال متمكنة (شاهد)

لم تتوقع فيروز الظاهري، التي تنحدر من محافظة إب (وسط اليمن)، أن تجد ذلك النجاح في تجربتها الجديدة، والتي دفعتها إليها ظروف الحرب وظرف البلد الاقتصادية الصعبة.
الظاهري، الحاصلة على شهادة في اللغة الإنجليزية من جامعة تعز، هي اليوم واحدة من سيدات الأعمال اليمنيات اللواتي ظهرن على السطح، وساعدت ظروف الحرب في إبراز مواهبهن بعيداً عن التخصص الجامعي.
وقالت فيروز عن خطوتها الأولى: “عملت معلمة في معاهد ومدارس بصنعاء، لكن مع اندلاع الحرب لم يكفِ المردود المالي بسبب كبر أسرتي ورسوم دراسة أولادي ومصاريف المعيشة، ما دفعني إلى التفكير بالبديل”.
وبما أن فيروز تعشق العقيق، عملت على عرض بضاعة الآخرين، ومنذ التجربة الأولى نجحت الفكرة، ولاقت قبولاً، فاستمرت، وفتحت أول محل تديره فتاة، متخصص في بيع “العقيق”، ثم انتقلت إلى يمن مول -أحد المولات الراقية بصنعاء- وسمت مشروعها “الفيروز”.

طورت من مهارة تحديد الصنف الجيد من السيئ في الأحجار الكريمة، من خلال تدريب تلقته من هيئة المساحات الجيولوجية بصنعاء، لكي تمتلك القدرة على بيع وشراء الأحجار الكريمة بشكل أفضل، في مقدمتها العقيق.

تطوير الذات

لم يتوقف الأمر عند البيع فقط، بل طورت من مهارة تحديد الصنف الجيد من السيئ في الأحجار الكريمة، من خلال تدريب تلقته من هيئة المساحات الجيولوجية بصنعاء، لكي تمتلك القدرة على بيع وشراء الأحجار الكريمة بشكل أفضل، في مقدمتها العقيق.
وترى فيروز أن العقيق اليمني أفضل أنواع العقيق “لجودته وتنوع ألوانه”.
وخلال تجربتها في هذا المجال، الذي كان حكراً على الرجال، باتت تعرف الفتاة اليمنية الكثير عن أسرار العقيق، وأفضل المناطق في اليمن التي يُجلب منها العقيق، وهي جبال منطقة “آنس” بمحافظة ذمار، ومناطق أخرى يتواجد فيها بكميات جيدة، مثل منطقة الوازعية بمحافظة تعز، وكذلك محافظتي البيضاء وشبوة.

تجاوز القيود الاجتماعية

في بدايتها، شكلت لها القيود الاجتماعية الكثير من العراقيل، تجاوزتها بعد أن حصدت النجاح في تجربتها التجارية الأولى، وتنظر إلى “نجاحها” على أنه شفيع لكل من وقف في وجهها يوماً ما.
رائدة الأعمال اليمنية الجديدة، شقت طريقها، وعلى كاهلها الكثير من الصعاب، هي اليوم تحاول غرس حب “الأحجار الكريمة” في قلوب صغارها الذين بات يستهويهم هذا التخصص الجميل.

فيروز الظاهري


وتعتقد فيروز أن ظروف الحرب التي شلت الكثير من القطاعات في البلد، منذ أكثر من 5 سنوات، أسهمت إلى حد كبير في توفير المناخ المناسب لعمل النساء في مجالات جديدة، وليثبن أنهن قادرات على فتح بيوت والمحافظة عليها بحد سواء”، حد تعبيرها.
تصمم فيروز، كذلك، بعض المصوغات الفضية والمعتقة بالعقيق الخالص، لتجذب النساء والرجال إلى متجرها، ساعدها في ذلك حبها للرسم، ومعرفتها للذائقة العامة للمجتمع اليمني، وفي مقدمته الشباب.

إطلالة من العالم الافتراضي

للتوعية بأهمية لبس العقيق اليمني، والتعريف بأنواعه، اتخذت من منصات التواصل الاجتماعي، منبراً لتطل من خلالها إلى العالم، وأشارت إلى أن منصات التواصل الاجتماعي توفر فرصة جيدة لـ”التحدث بشكل أعمق عن العقيق والأحجار الكريمة في اليمن، والتعريف به بشكل صادق وأمين، لأن هذه التجارة حدث كثيراً فيها الغش والخداع، لذلك في مواقع السوشيال ميديا كنت حريصة على الشرح والتوضيح لأنواع العقيق اليمني”.
لدى سؤالها لماذا اختارت بيع شراء العقيق والأحجار الكريمة، قالت: “في السابق كان لا بديل لدي ولا خيار غير العقيق، والآن أشعر أن هذا العالم بات جزءاً من تفاصيل حياتي، أحببته، وزاد حماسي أني أول يمنية تعمل في هذا المجال”.
الذي تطمح إليه هذه السيدة، هو النجاح، وتحويل اسم “فيروز” إلى ماركة عالمية.

المصدر: المشاهد