آمال الذبحاني

الدكتورة آمال الذبحاني.. ساعدت الآلاف لكي يروا النور لكنها لم تجد جهاز تنفس صناعي يبقيها على قيد الحياة

"كانت وحتى وقت قريب، منارة للباحثين عن بصيص من نور تبدد الظلمات التي خيمت على أبصارهم، لكنها وحين داهمها الفيروس القاتل، لم تجد من إدارات المستشفيات في صنعاء وسلطات الأمر الواقع، غرفة عناية مركزة أو جهاز تنفس صناعي يبقيها على قيد الحياة".

بهذا يروي أحد الأطباء في صنعاء، معاناة الدكتورة الدكتورة آمال نعمان الذبحاني، الأستاذ المساعد في قسم العيون بكلية الطب بجامعة صنعاء، واستشارية العيون بمستشفى مغربي بصنعاء، والتي وافاها الأجل يوم الإثنين الماضي بعد إصابتها بفيروس كورونا.

يقول زميل لها لـ"المصدر أونلاين" في أول أيام عيد الفطر أصيبت الدكتورة آمال بحمى وكحة، وفعلت لنفسها حجر صحي بسيط ويوم السبت الماضي، تعبت أكثر فأسعفوها إلى أحد المستشفيات الخاصة وهناك قاموا بإعطائها اكسجين وبعض العلاجات ولما تحسنت حالتها عادت إلى البيت.

ويضيف الدكتور، وهو أحد الأطباء الذين تابعوا حالتها، "تم إعادتها مرة ثانية يوم الأحد بعد تدهور حالتها فقال الدكتور تحتاج عناية مركزة وهم لا يستقبلوا حالات كورونا..رفضت كل المستشفيات الخاصة استقبالها بحجة عدم وجود مكان شاغر".

وأشار إلى رحلة بحث طويلة عن مستشفى خاص في صنعاء يستقبل حالات كورونا، وكان هذا هو مستشفى "السعودي الألماني".

وتابع: خصص للدكتورة آمال غرفة حجر بناءً على طلب وزير الصحة في حكومة الحوثيين، لكن هذه الغرفة ليس فيها مقومات العناية بل تعطيك أمان كاذب، وبعده تم إدخالها غرفة حجر صحي وأعطوها أوكسجين فقط".

وختم الطبيب حديثه لـ"المصدر أونلاين" بالقول "كانت الزميلة آمال تحتاج تنفس صناعي، لكن للأسف لم يوفروه لها بحجة أنها مصابة بكورونا والأجهزة في غرفة العناية ولا تخرج لغرفة الحجر..تركوها تعاني حتى دمر الفيروس جهازها التنفسي وغادرت الحياة رحمة الله عليها".

كانت الدكتورة آمال من أمهر وأشهر أطباء العيون في اليمن، وفق المحامي عبدالرحمن برمان.

يقول برمان لـ"المصدر أونلاين" "كان قلبها رحيم مع المرضى عامة والمحتاجين خاصة، وما أجمل تواضعها وأطول بالها رغم الزحمة الشديدة على عيادتها في مستشفى مغربي" .

ويشير المحامي برمان المقيم حالياً في الولايات المتحدة، إلى أن الطبيبة آمال كانت دكتورة والدته لعدة سنوات، قائلاً إن خبر وفاتها كان مؤلماً على الكثير ممن عرفها.

وتشهد مناطق سيطرة الحوثيين، التي تفشى فيها فيروس كورونا بسرعة وسط صمت وتكتم سلطات الأمر الواقع هناك، وفاة العديد من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، جراء إصابتهم بالوباء إثر مخالطة المرضى بدون علمهم، أو بسبب نقص معدات الحماية الوقاية .

وكان "المصدر أونلاين" نشر في وقت سابق إحصائية بأسماء معظم الاطباء والممرضين والمخبريين الذين قضوا بجائحة كورونا في صنعاء وعدن ومناطق أخرى.