اعتبرت الباحثة البريطانية البارزة والمتخصصة في شؤون اليمن، اليزابيث كيندال، أن سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا مؤخرا على جزيرة سقطرى اليمنية، تمثل أحد الأجندة التجارية والإستراتيجية للإمارات..مشيرة إلى أن ذلك كان متوقعا بالفعل على مدار نصف العقد الماضي، بالنظر إلى أن الإمارات أظهرت اهتماما بجزيرة سقطرى بصورة فعلية منذ بداية الحرب في اليمن.
وقالت الباحثة بجامعة اكسفورد -في مقابلة مع قناة الجزيرة الانجليزية، تابعها"يمن شباب نت" وترجمها إلى العربية- إن "ما يحدث الآن في سقطرى هو ببساطة اكتمال تنفيذ تلك الأجندة الإماراتية عبر وكلاءها، تحديدا المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأوضحت أن ما قام به الانتقالي في سقطرى هو منح الإمارات موطئ قدم استراتيجي في بوابة خليج عدن البالغ الأهمية، وهو الممر البحري المؤدي إلى البحر الأحمر الذي تمر عبره معظم شحنات النفط، وهو ما قالت إنه "يتناسب مع إستراتيجية ابوظبي في دول أخرى بالمنطقة كجيبوتي واريتريا والصومال".
وتابعت:«بالطبع فإن لجزيرة سقطرى قيمتها الخاصة، والتي من الممكن استغلالها تجاريا، ولهذا اعتقد بأنه لابد وأن ننظر إلى ذلك ضمن إطار أوسع لا يقتصر على مواجهة إيران».
وقالت الباحثة البريطانية:« اليوم يقول الانتقالي إن لديه دعما كبيرا في سقطرى وبلا شك يحظى ببعض التأييد، ولكن الحكومة اليمنية تحظى أيضا بالدعم هناك كما هو الحال أيضا مع سلطنة المهرة وسقطرى القديمة.» وبالتالي تعتقد كيندال بأنه سيكون من الأفضل أن نسأل عن ما يريده الناس الحقيقيين في سقطرى.؟
ولفتت كيندال إلى أن ما جرى في جزيرة سقطرى اليمنية مؤخرا،لا علاقة له بمزاعم الأطراف الرئيسية داخل التحالف (السعودية والإمارات) من أن تواجدهم في سقطرى يأتي بهدف تنفيذ مشاريع تنموية لليمن .
وقالت «حاليا ما لا أظن بأننا سنصدقه هي تلك الفكرة التي تروج لها الأطراف الرئيسية داخل التحالف حول أن تواجدهم في سقطرى يأتي بهدف القيام بعمليات تنموية في اليمن».
وأضافت: بصراحة أرى بأن تنفيذ بعض من المشاريع التنموية انطلاقا من جزيرة تبعد عن الساحل الرئيسي لليمن بحوالي 380 كليومتر، في الوقت الذي تحتاج فيه اليوم معظم تلك المناطق اليمنية البعيدة عن سقطرى بآلاف الكيلومترات في شمال اليمن للتنمية والاستثمار، مسألة لا يمكن تصديقها.
وكانت الباحثة كيندال قد انتقدت، في تغريدة سابقة لها في تويتر، الموقف السعودي إزاء تطورات الأوضاع في جزيرة سقطرى، التي قالت بأنه قد يمهد للقبول التدريجي بتواجد الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على أراضي الجزيرة، وهو ما يجعل من تحقيق السلام هناك، أمر غير محتمل، حسب قولها.
ترجمة: يمن شباب نت