صور صفراء على فيسبوك اليمن

بدأت عفوية وهكذا تحولت.. ما قصة الصور الصفراء في مواقع التواصل اليمنية؟!

كثيرة هي الصدمات التي تلاقاها شباب الثورة منذ بزوغ الحلم 2011، وحتى استهداف البلد بالانقلاب من الداخل 2014، ومن الخارج بعاصفة الحزم 2015، في محاولة لتفكيك البلد، فيما الهدف المشترك بين الجميع الانتقام من 11 فبراير" وكل ما يتصل بها. 


انقلاب سقطرى 19 يونيو (حزيران) الجاري على السلطة المحلية وحد من الانقلابات التي هندسها التحالف بعد الانقلاب الأول في مدينة عدن في أغسطس (آب) 2019، وقبل ذلك تثبيت انقلاب 2014م بصنعاء، وجعله أمرًا واقعًا.

 

شارة للتعبير والاحتجاج


يقول عبده الصمدي (44 عامًا)، أثناء متابعتي للأحداث المتلاحقة من سقطرى وأطراف مأرب، وما سبقها من أحداث كثيرة كان على رأسها انقلابي سبتمبر (أيلول) 2014م وأغسطس (آب) 2019، وصل حد التفريط بالأرض والسيادة الوطنية وانحراف تحالف دعم الشرعية عن أهدافه المعلنة، دفعني للتعبير والخروج عن الصمت. 

104951623_3883800148361334_762802419637822118_o.jpg
الصمدي مؤسس الفكرة، والذي يعمل أكاديمي في جامعة سبأ بمأرب، وأثناء تعامله مع تطبيق(photolab.me) لمعالجة الصور، وجدها فكرة رائعة وتصلح للتعبير عن الاحتجاج، وكانت الشارة الصفراء في الصورة هي ماهية ذلك الاحتجاج دون تخطيط مسبق، حسب ما يقول.

 

فيسبوك باللون الأصفر


يقول الصمدي في تصريح خاص لـ"بلقيس": لم أكن أتوقع نجاح المظاهرة بهذا الزخم وبهذا القدر الكبير، لقد وجدت أن ما يجيش في خاطري هو ذات الإحساس الذي يعيشه غالبية اليمنيين من الذين يشتركون في نفس الهم، ومن هنا انطلقت #حملة_الشارة_الصفراء. 


لقد كان الغرض منها: إيصال رسالة استنكار وغضب من كل يمني غيور على وطنه يعبر عنها في وسائط التواصل الاجتماعي، وبالذات الفيسبوك والتويتر، مع أن الحملة تعدت إلى باقي الوسائط. إن الرسالة: لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار وسلامة ووحدة اليمن، "لن نسكت وسنقف ضد كل المشاريع التي تستهدف بلدنا"، إن قلة الحيلة في المواجهة لا يعني الرضا بما يحدث.

 

مجريات الحملة


يضيف الصمدي: بدأت الحكاية حين قمت بكتابة منشور على حسابي بـ "فيسبوك" مع تغيير صورة حسابي بالشارة الصفراء، وقمت بتصميم قرابة 20 صورة لبعض الأصدقاء، وبعثت بها لهم عبر رابط المنشور وتحدثت فيه عن فكرة الاحتجاج، لأتفاجأ بمئات الرسائل تنهال على الخاص وعشرات التعليقات على المنشور ومثلها رسائل على الواتس خلال ساعات من النشر.


قمت بحماس شديد أرتب الصور، وكانت مشاعري تتقلب بين الفرح والبكاء، شعور لا يوصف وأنا أجد الناس يشاركوني نفس الهم، الجميع مستاء مما يجري لبلده، الجميع يريد أن يوصل رسالته في الداخل والخارج. هذا الحماس الذي جعلني أتفرغ للحملة لساعات طول وأنا استقبل في الساعة الواحدة أكثر من 300 رسالة طلب تغيير الصور.


والحملة في صورتها تبعث على روح التضامن وأن المشكلة داخل الشرعية لن تستمر، وأن اليمنيين بحاجة إلى قائد أو من يشعل الفتيل أو يرفع الراية وسوف يصف الجميع.


لقد كانت ثورة 11 فبراير ملهمة لنا جميعًا، وستبقى ملهمة وشعلة هداية، إن الذين حاولوا قتلها ووأدها واهمون، إن آلة الحرب والدماء لا يمكن أن تغطي وتقضي على ذلك التوهج الذي سكن في الأعماق وسيبقى مشتعلاً وستأتي اللحظة التي تعود اليمن إلى أهلها.

 

من يوم إلى أسبوع


من شارة عادية لبضع ساعات، إلى يوم واحد على الأقل كما كنت أحلم، لكن الإقبال الشديد حول الفكرة، حولها إلى مظاهرة إلكترونية لمدة أسبوع كما هو مخطط لها الآن، وهي مستمرة بزخم كبير. 

 

إن معي معاونين يساعدوني في إنجاز الصور ولكنهم قلة، لقد تحول الفيسبوك بفضل هؤلاء إلى ما ترون الآن، مظاهرة عارمة. لقد شاركنا أشخاص من جميع محافظات الجمهورية حتى التي تقع تحت سيطرة الحوثيين والانتقالي، وفي أغلب دول العالم من التي يتواجد فيها اليمنيون.

 

يضيف عمر المسفر وهو أحد المؤسسين للحملة، بقولة: لقد كانت الحملة بداية عن تعديل للتسلية، لكنها تطورت لتصبح شعار رفض لما حدث في سقطرى، ولم نكن نتوقع أن الحملة ستلاقي كل هذا الزخم وهذا التفاعل. 


إن طريقة الرفض في وسائل التواصل كانت بشكل راقي، وهنا اسميناها "الرفض الصامت"، شبيه بالمسيرة الصامتة أيام زخم الثورة. وختم حديثه لـ بلقيس: أنا فخور أني كنت جزء مؤسس من هذه الحملة مع عمر النهمي وعبده الصمدي وآخرين.


اليوم الأربعاء 24 يونيو (حزيران)، هو اليوم الثاني من الحملة، ولا زالت الطلبات تتدفق بحماس كبير، والصور تنتشر بوتيرة عالية في الفيسبوك بشكل رئيسي والتوتير وباقي الوسائط، لقد حققت الكثير والحملة في بدايتها الصور وتغير البروفيل والصور الشخصية، وما تبقى من أيام الحملة سوف تبدأ التعليقات والنقاشات والمنشورات والأفكار.

المصدر: تلفزيون بلقيس