منذ الأشهر الأولى للحرب التي أثرت على الحياة العامة لليمنيين منذ 6 سنوات، عملت مكونات نسائية على بذل جهود مضاعفة للدفع بعملية السلام وإيقاف الحرب من خلال الضغط على أطراف الصراع.
وانطلق أول صوت نادى بالسلام، وهو مكون التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام، الذي بدأ جهوده في أكتوبر 2015.
وواصلت النساء جهودهن ومطالبتهن بالسلام دون كلل، على الرغم من تهميشهن واستبعادهن من العمل السياسي الرسمي والمؤسسات السياسية.
جهود نسوية لإحلال السلام
وتوالت جهود الكثير من المنظمات النسوية في عملية السلام والعمل من أجل الضغط على صناع القرار وأطراف الصراع لوقف الحرب والاقتتال، والعودة إلى العملية السياسية لمصلحة جميع الأطراف.
ومع انتشار جائحة كورونا في جميع الدول، انطلقت مجموعة التسعة النسوية في أواخر العام 2019، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والتي جاءت من واقع الحاجة للعمل النسوي المشترك، بما يعزز من دعم وتفعيل وتوحيد جهود المكونات النسائية لتطبيق القرار الأممي 1325 الخاص بالمرأة والأمن والسلام.
وبحسب كوكب الذيباني، رئيسة شبكة نساء من أجل اليمن، والعضوة في مجموعة التسعة النسوية، فإن المجموعة التي تعمل عبر التمكين والحشد، “تهدف إلى السلام المستدام والدفاع عن حقوق المرأة، والتركيز خلال هذه الفترة على مراقبة مسار السلام ودعم النساء في الدخول إلى المفاوضات وعملية سلام كاملة”.
من جهتها، تقول تهاني الخيبة، منسقة التوافق النسوي في مجموعة التسعة النسوية، إن جهود المجموعة كانت جهوداً جبارة، إذ قمنا بحملات من أقوى حملات المناصرة التي عرفناها في الفترة الأخيرة، حيث عملت 9 مجموعات في وقت واحد، وزخم إعلامي غير عادي لتوصيل رسالة موحدة، وهي وقف الحرب استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي لليمن، إلى وقف الحرب، واستجابة لمواجهة فيروس كورونا.
وكانت هذه الحملات فرصة للضغط على أطراف الصراع والوصول لحل سلمي في اليمن، وتوحيد الجهود لمواجهة كورونا في ظل خسارة البلد كثيراً من الكوادر الطبية، وهشاشة القطاع الصحي في اليمن، وفق الخيبة.
ومن خلال هذه الحملة كانت هناك لقاءات كثيرة مع أطراف الصراع، وصوت النساء ارتفع بشكل كبير جداً مؤثر، كما تقول.
عمل جماعي موحد
العمل الجماعي في إطار تكاتف الجميع له مردود إيجابي، كما تقول فاطمة مطهر ـ منسقة مجموعة التسعة النسوية عن شبكة أصوات السلام النسوية، مؤكدة أن الضغط والتكرار المُلح والمدروس والناضج سيكون له تأثير ودعوة لإشراك النساء والشباب في عملية السلام وبناء الدولة بكل مفاصلها.
وتضيف مطهر: “حرصت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن على أن توحد هذه الجهود تحت مسمى مجموعة واحدة لتكون أكثر قوة، ووصولاً إلى أكبر عدد ممكن من المستهدفين”.
وكان أول اجتماع لهذه المجموعة بشكل رسمي في مؤتمر وسيطات السلام الذي دعمته ونظمته هيئة مكتب الأمم المتحدة باليمن، وبرعاية من مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن، خلال الفترة 27ـ30 مارس 2019م.
ويعتبر الاجتماع أكبر تجمع نسوي من أجل السلام ومناقشة الآليات وما يمكن أن تعمله هذه المكونات جميعاً من أجل السلام وتفعيل القرار 1325، بحسب مطهر.
لقاءات فاعلة
وتعمل الحملة من داخل وخارج البلد، وبقيادة نسوية وشبابية تنشد السلام وتنبذ الحرب والصراعات، ونظمت الكثير من الأنشطة، منها عدد من اللقاءات مع الفاعلين الدوليين والمحليين في الملف اليمني، وبثت برامج إذاعية وتلفزيونية في مختلف المحافظات.
وعقدت الحملة لقاءات مع المعنيين والوسطاء المحليين في ملفي الأسرى والمعابر ضمن محور تدابير الثقة، ولقاءات جمعت شخصيات وطنية وقيادات نسوية لمناقشة القضايا التي تخص السلام، وعمل رسومات كاريكاتورية، وصور فوتوغرافية معبرة من واقع المرأة اليمنية، وأفلام قصيرة، وقضية العالقين، ونداءات السلام، وفيديوهات توعوية عن كورونا وربطها بالسلام، وقضية النازحات في ظل كورونا.
الجدير بالذكر أن مجموعة التسعة النسوية تضم 9 شبكات بقيادات نسوية وشبابية، هي: التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام، تحالف شركاء السلام، جنوبيات من أجل السلام، أصوات السلام النسوي، القمة النسوية، صانعات السلام، شبكة نساء من أجل اليمن، المجلس الاستشاري الشبابي، ومنصة شباب وعي، ينضوي تحتها ما يزيد عن 1000 من الفاعلين الشبان والشابات والخبرات والكفاءات النسوية في المحافظات المختلفة والمهجر، وجميعهم شركاء في صنع السلام والدفع بالعملية السياسية نحو التفاوض والحل السلمي ووقف الحرب في اليمن.
المصدر: المشاهد