الشقب

قرية الشقب المنسية.. قصص أطفال ونساء مبتوري الأقدام، لا يبارحون المنازل منذ 5 سنوات!

يعاني سكان قرية الشقب الواقعة في الجهة الجنوبية على سفح جبل صبر بمحافظة تعز، من آثار الحرب التي خلفتها جماعة الحوثي، واستمرارها في قصف وقنص المدنين هناك.
ويعتمد معظم سكان القرية البالغ عددهم 11 ألف نسمة، على الزراعة كمصدر دخل، إلا أن الحصار والقصف والقنص وزراعة الألغام مثلت خطورة على حياة المواطنين من ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي، مما نتج عنه شلل تام لمختلف مظاهر الحياة في المنطقة، بحسب حديث مواطنين لـ”المشاهد”، ومنهم منصور عبدالله (40 سنة) الذي أصيب قبل 8 أشهر بلغم زرعته جماعة الحوثي في القرية، ما أدى إلى بتر قدمه اليمنى، وكسر في القدم الأخرى، وشظايا في أجزاء متفرقة من جسده، ومنها الوجه والعينان.
ويروي منصور معاناته المستمرة مع الآثار التي خلفتها جماعة الحوثي له ولأسرته، قائلاً: “لدى خروجي من منزلي انفجر بي لغم، مازلت حتى اللحظة أعاني منه، وأتعالج على حسابي، ولم تتكفل أية جهة بعلاجي”.
وبحسب الإحصائيات الصادرة عن لجنة الحقوق الإنسانية بمنطقة الشقب، حتى مطلع يوليو الحالي، فإن ضحايا انتهاكات جماعة الحوثي بلغت نتيجة زرع الألغام، 15 مدنياً، بينهم 3 قتلى، وإصابة 13 آخرين، بينهم 5 نساء بترت أقدامهن، وأصبن بإعاقة دائمة جراء انفجار الألغام الأرضية.
وناشد منصور المنظمات والسلطات المحلية ومحافظ تعز وفاعلي الخير، التكفل بسفره للعلاج خارج اليمن، وتأمين منزل له ولأسرته بعد أن تدمر منزله وشردت أسرته.

القنص المباشر

وتشير الإحصائيات الصادرة عن لجنة الحقوق الإنسانية، إلى أن ما يقارب 7129 حالة انتهاك تسببت بها جماعة الحوثي، في قرية الشقب، توزعت بين قتل مباشر وقنص واعتقال وتفجير منازل وإطلاق قذائف وتهجير قسري.
أحمد عبدالله (55 سنة) أحد ضحايا انتهاكات جماعة الحوثي في المنطقة، حيث أصيب في منتصف يوليو 2019، برصاصة قناص، أدى إلى كسر ساعد اليد، واخترقت الفقرة الثانية عشرة والحبل الشوكي، مما تسبب له بشلل نصفي.
ويروي أحمد لـ”المشاهد”: “عند نزولي إلى الوادي لقطف القات وبيعه لتوفير قيمة كيس دقيق لأسرتي، باشرني قناص حوثي، وصرت الآن مشلولاً دون حركة، ولديَّ 8 بنات وطفلان”.
وأكد الناشط الحقوقي شهاب الشقب، لـ”المشاهد” أن حالات الإصابة الجسدية بلغت 230 حالة إصابة تعرض لها السكان المدنيون بسبب عمليات القصف والقنص التي مارستها جماعة الحوثي، توزعت بإصابة 52 طفلاً و52 امرأة و126 رجلاً، وتسببت هذه الإصابات بإعاقة دائمة لـ5 نساء و6 ذكور.
وأضاف شهاب أن مزارع المواطنين مازالت تحت سيطرة الحوثيين. لكن بعض المواطنين، نتيجة للظروف الصعبة، كسروا حاجز الخوف، وحاولوا دخول مزارعهم، فكان قناص الحوثي لهم بالمرصاد، وخلف عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب.
استمرار الانتهاكات وحصار القرية، زاد من تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية، ونقص في الخدمات، حيث يتواجد في القرية مساعد طبيب ومختبرية متطوعان طيلة سنوات الحرب.
ومع تزايد الاحتياجات الصحية للمنطقة، اعتمدت وحدة الشقب الصحية من قبل الحكومة، لكنها تفتقر للتجهيزات اللازمة