الانتقالي الجنوبي

حضرموت حجر الزاوية.. هل ستفلح محاولات الانتقالي احتكار تمثيل الجنوب؟

في اللحظة التي تقصف فيها مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا مواقع الجيش الوطني في أبين يصدر الانتقالي بيانا للمطالبة بصرف رواتب هذه المليشيات!. مفارقة تعكس حال المشهد برمته جنوبا، إذ تنتهي آمال الشرعية في إلغاء إعلان الانتقالي الإدارة الذاتية، فيما الانتقالي يجرف الأرض من تحت أقدامها، وتقف الرياض مباركة كل هذه الفوضى.


بعد أسابيع من المداولات بين الشرعية والانتقالي حول توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المرتقبة، تصل هذه الجهود إلى طريق مسدود.
لكن ما هو أبعد من ذلك محاولة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تقديم نفسه ممثلا وحيدا للجنوب، مطالبا بنصف مقاعد الحكومة المفترض تشكيها من أربعة وعشرين وزيرا، وفق اتفاق الرياض، وهو ما ترفضه بقية المكونات الجنوبية وأبرزها صوت حضرموت.

 

حضرموت في قلب التوازنات

 

مؤتمر حضرموت الجامع، ومرجعية قبائل حضرموت حذرا، في بيانين منفصلين، من تهميش المحافظة في المشاورات الجارية في الرياض، وإغفال وزنها السياسي والاقتصادي والتاريخي، داعيين إلى أن يكون رئيس الوزراء من حضرموت.
تدور الأحداث وعلامات الاستفهام اليوم حول محافظة حضرموت باعتبارها حجز الزاوية في تفكيك أو تعزيز مشروع الانتقالي، حيث يستميت الانتقالي في محاولة السيطرة عليها، ويدعو أنصاره للاحتشاد إلى تظاهرات مناصرة له بين حين واخر.

 

وعن أبرز المطالب التي وردت في البيان الأخير للانتقالي، قال الصحفي، صلاح السقلدي: إن أهم ما ورد في البيان هو المطالبة بإطلاق المرتبات المحتجزة لدى الحكومة منذ شهور، وهناك رواتب موقوفة تخص منتسبي الجيش والأمن منذ حكومة "ابن دغر"، وقبل أن يعلن الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب.


وأضاف السقلدي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس" مساء أمس، أن بيان الانتقالي لم يطالب الحكومة برواتب الحزام الأمني فقط، وإنما طالب بتسليم رواتب الجيش والأمن جميعا، وكذلك رواتب المقصيين من الجيش والأمن منذ 1994.
وفيما يتعلق بالجدل القائم حول صرف مرتبات قوات الانتقالي التي تقاتل الحكومة الشرعية، قال السقلدي إن بيان الانتقالي جاء متماهيا ومؤيدا لمطالب الجموع العسكرية والأمنية التي خرجت تطالب برواتبها ومستحقاتها أمام مقر التحالف.
السقلدي لفت إلى أن الغرض من قطع رواتب الجنود والتضييق على الناس في الخدمات الضرورية هو "تركيع أبناء الجنوب وإذلالهم للوصول إلى تنازل أو استسلام سياسي منهم".

 

أصوات جنوبية


وحول تعليق بعض المسؤولين أعمالهم في حضرموت بحجة تجاهل الشرعية لهم وطبيعة مطالبهم، قال وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، عبدالهادي التميمي: "نحن في حضرموت تفاجأنا بخبر تقاسم حقائب الوزارات في الحكومة دون التمثيل للمحافظة تمثيلا مساويا لوزنها الاقتصادي والجغرافي والسياسي".


وأضاف أن المكونات في حضرموت رفعت صوتها للشرعية مطالبة بالعدل في تمثيلهم في الحكومة القادمة، وهذه هي مطالبهم ضمن مشروع اليمن الاتحادي.
مستنكرا في الوقت ذاته حديث الانتقالي عن حضرموت أو ادعائه تمثيلها في الحكومة؛ كونها من المناطق الشرقية لليمن وليست من الجنوب، موضحا "نحن من الشرق ولسنا من الجنوب، ولن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا".

 

من يمثل الجنوب؟


وعلى عكس ذلك، يرى السقلدي أن الانتقالي هو الممثل لأبناء الجنوب كافة، وأن هذه الأصوات التي لا ترغب في الانتقالي لا تمثل أبناء الجنوب، وإنما تمثل وتتبع قوى وأحزاب شمالية ساهمت في نهب ثروات الجنوب على مدى ربع قرن من الزمن، لافتا إلى أن من يمثل الجنوب هو من يطالب بالقضية الجنوبية ويحمل مشروعها، وليس من يطالب بالوحدة، حد قوله.


الوكيل التميمي أشار إلى أن موضوع الجنوب انتهى في عام تسعين بمشروع الوحدة اليمنية، مستنكرا ممارسات الانتقالي وفرض إرادته على الناس بقوة السلاح في عدن وسقطرى والمهرة، ذاهبا بالقول إلى أن أبناء حضرموت مستعدون لكافة الخيارات، بما فيها خيار المواجهة العسكرية، كونهم لن يقبلوا بوجود مليشيا الانتقالي وبمشاريع مدعومة من الخارج في محافظتهم.


أمين عام مساعد حركة النهضة علي الأحمدي، قال إن فكرة احتكار الجنوب لفصيل معين ليست وليدة اللحظة، بل سبق ذلك وذهب فصيل معين من الفصائل السياسية لتوقيع الوحدة اليمنية 1990م، رغم أنه كان هناك فصيل آخر لم يقبل به الفصيل الموقع للتصالح مع الجانب الآخر مقابل الذهاب إلى الوحدة، بالإضافة إلى أنه كان هناك فصائل أخرى في بلاد المهجر لم تشارك في ذلك.


وأضاف أن هناك اليوم نفس الفصيل الذي وقع الوحدة الاندماجية يريد احتكار الجنوب من جديد والسيطرة على القرار السياسي، والسيطرة على الثروات ومستقبل ومصير الرقعة السكانية والجغرافية الكبيرة الممتدة من المهرة إلى باب المندب.
ولفت إلى أن المجلس الانتقالي لا يملك مشروعا واضحا يقدمه للناس سوى الاستقواء بالسلاح والتمدد نحو محافظات شبوة وحضرموت والمهرة بعد سيطرته على سقطرى.
وأشار إلى أن حلف قبائل حضرموت ومرجعية قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت لا تعترف بالانتقالي ممثلا للجنوب، بالإضافة إلى أن هناك مكونات أخرى لا تعترف بأي مكون بأن له الأحقية في تمثيل الجنوب.