كورونا

مراكز العزل الصحي لمرضى كورونا في تعز مهددة بالإغلاق

تقرير: هشام سرحان

مراكز العزل الصحي الخاصة بمرضى فيروس كورونا مهددة بالإغلاق في تعز ثاني مدن البلاد من حيث عدد الإصابات والوفيات، وذلك بالتزامن مع توسع الوباء فيها بشكل مخيف.

وأكدت مصادر مطلعة لقناة "بلقيس" أن تلك المراكز تعاني ظروفاً حرجة ما يدفعها نحو الإغلاق في غضون أيام قليلة.


وأرجعت ذلك إلى ضعف إمكانيات مراكز العزل وقلة الدعم وتدني الطاقة الاستيعابية وعدم توفر الميزانيات و الرواتب فضلاً عن تقاعس الجهات المعنية وعدم التزامها بتوفير احتياجاتها ومتطلباتها.

 

تهديد حقيقي

 

ويقول الدكتور مختار المليكي، رئيس قسم العزل الصحي في المستشفى الجمهوري، لموقع بلقيس، إن المركز مهدد بالإغلاق لعدم توفر ميزانية له فضلاً عن رواتب العاملين فيه، وهذا يمثل تهديدا حقيقياً له في ظل تواضع الإمكانيات وعدم توفر عدد من الوحدات أبرزها مختبر مستقل، ووحدة تعقيم مستقلة، وغرفة متكاملة للوقاية الشخصية، وسكن للمقيمين، ومطبخ ومغسلة. 


وتعد الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل ضعيفة جداً، وتتراوح بين 70 و 80 سريراً شاملة العناية والرقود.


وأكد المليكي هشاشة تلك المراكز والتي تفتقر للميزانيات الواضحة والإدارة المستقلة.

مركز شفاء .jpg


وتابع: لن تصمد كثيراً في حال تزايد الإقبال عليها والذي قللت منه الشائعات المنتشرة.


وراجت شائعات خلال الأيام الماضية حول حقن المرافق الصحية مرضى كورونا بإبر الرحمة وذلك للتخفيف من معاناتهم بالموت المستعجل.


وتتفادى تلك المراكز زيادة الإقبال عليها حيث هدد مركز "شفاك" سابقاً بالتوقف عن استقبال الحالات المحولة إليه من المستشفيات الأخرى؛ لعدم تعاون مكتب الصحة في علاجها مع صعوبة استقبال المركز لحالات كثيرة تفوق قدرته الاستيعابية.


ويعاني مركزا العزل في المستشفى الجمهوري و "شفاك" ظروفاً بالغة التعقيد ما يهدد بإغلاقهما، حسب الدكتور آدم الجعيدي (يعمل في المركزين) والذي أرجع ذلك إلى انعدام الداعمين، وشحة الأدوية، و عدم توفر الأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي للمرضى، وكذلك غياب مستلزمات الحماية الشخصية للعاملين، وانقطاع رواتبهم للشهر الرابع على التوالي.

 

صراع خفي


و يدور صراع خفي بين مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة ومراكز العزل، وذلك على خلفية محاولة الأول السيطرة على الأخير والاستحواذ على الدعم المقدم لها، طبقاً لمصدر رفض الكشف عن اسمه.


ولفت إلى ترقب الجهات المعنية لوضع مراكز العزل عن بعد تاركة إياها تواجه مصيرها، مضيفاً: رغم وضوح الصورة لدى تلك الجهات إلا أنها تتجاهل مايجري وتكتفي بإصدار توجيهات لم تنفذ حتى اللحظة.

 

ويبدي المكتب جهلاً لما يدور، متمنياً انتهاء الوباء وإغلاق هذه المراكز أسوة بما حدث في العاصمة الانتقالية عدن. وينفي المسؤول الإعلامي للمكتب تيسير السامعي، علمه بأن تلك المراكز مهددة بالإغلاق. 


و صار هذا الموضوع محط تداول ونقاشات الكثيرين، وهو ما أشارت إليه الناشطة الحقوقية فريال محمد، والتي ذكرت لموقع بلقيس أن هذه المراكز مهددة بالإغلاق فعلاً؛ لعدم اعتماد حوافز للكادر الصحي من قبل أية جهة حكومية أو منظمة دولية، و ما تم صرفه لهم كان من فاعلي خير.

00000.jpeg

و يفتقر هؤلاء لأدنى الحقوق، كالتوظيف الحكومي، أو التعويض في حال فقدوا حياتهم، ما يثير التساؤل حول مصير أسرهم، حد تعبيرها. 


وتعتمد مراكز العزل على المساعدات، كما أن الادوية التي تصرف للمرضى مقدمة من إحدى المؤسسات التنموية، ولا اعتماد حكومي لها .

 

ضرورة الاستمرار


وتفتقر تلك المراكز لجهاز طبقي محوري لتشخيص الحالات، ما يدفعها إلى الاعتماد على الأشعة العادية، كما لا يتواجد فيها مختبر متكامل لإجراء الفحوصات للمرضى.


وتنفي فريال تكهنها بمدة صمود تلك المراكز، مستبعدة تقلص الوباء. وأضافت: المسألة و الخوف فعلا من انتكاسة كورونا أسوة بما حدث في عدد من الدول والتي اختفى فيها ثم ظهر بشكل مفاجئ وبأعداد كبيرة.

7777.jpeg

ويرى البعض في مراكز العزل نواة لمرافق متخصصة بعد الانتهاء من كورونا، مشددين على أهمية استمرارها في العمل ومحاولة انتشال المدينة المكتظة بالسكان من وحل الأوبئة التي تغرق فيها خلافاً للأعوام السابقة.


وشددت فريال على ضرورة بقاء مركز العزل في المستشفى الجمهوري للعمل طوال العام كمرفق لعلاج الوبائيات والحميات.


يأتي ذلك في الوقت الذي أكد أطباء لـ"بلقيس" على الحاجة الماسة لمراكز متخصصة بالحميات في المدينة التي تحولت إلى بؤرة لها وتتفشى فيها حميات الضنك والملاريا والمكرفس ( الشيكونغونيا) بشكل كبير، وتئن أحياء بكاملها من وطأتها كما تزدحم المرافق الصحية الخاصة والعامة بالمرضى.