اللاجئين السوريين

لماذا لم تعلن الرياضة العربية تضامنها مع اللاجئين السوريين؟

زال حملات التضامن مع اللاجئين السوريين تتسع على نطاق واسع يوما بعد يوم، خاصة في الميادين الرياضية التي تعد أحد أكبر المجالات التي تضم جماهير غفيرة، وبموازاة ذلك، لا تزال الأندية العربية لكرة القدم تلتزم الصمت حيال القيام بمبادرات إنسانية لمساعدة السوريين الفارين من جحيم الحرب إسوة بنظيراتها في أوروبا التي كانت سباقة لدعم هؤلاء.
وبالرغم من توفر الاتحادات العربية لكرة القدم على ميزانيات هامة، وتوفر الأندية الكبرى على موارد مالية طائلة خاصة في بلدان الخليج، إلا أنها لم تهتم بعد بالأزمة الإنسانية التي يعيشها لاجئو سوريا عبر العالم، إذ لم يعلن أي نادي عربي عن مبادرة مهمة تساعد هؤلاء اللاجئين الذي قضى منهم الآلاف غرقا في سواحل البحر الأبيض المتوسط، بينما لازال الآلاف ينتظرون مصيرهم بين الحدود الأوروبية.
وتعليقا على موضوع عدم تحرك الرياضة العربية لدعم اللاجئين السوريين، يقول الإعلامي المغربي يوسف أبو العدل إن "الأندية العربية تجسد وتسير في ما تقدمه حكومات الدول والبلدان التي تلعب تحتضنها، إذ من الصعب أن يقدم فريق عربي على مساعدة لاجئ سوريا دون أن يكون للدولة علم بذلك، خاصة أن الاقتراب من الأمور السياسية يظل دائما محفوفًا بالمخاطر".
وأضاف الصحفي المختص في الرياضة في تصريح لموقع CNN بالعربية أن " أندية بلدان شمال إفريقيا ينقصها العوز المادي أحيانا، لمساعدة لاجئي سوريا، وذلك بالرغم من أن الموضوع والمبادرة يصعب تفعيلها أو الاقتراب منها، لمعرفة الجميع بالرقابة التي تفرضها السياسة في هذه الدول على المجال الرياضي، على عكس دول الخليج التي تتوفر أنديتها على عائدات مادية مهمة لمساعدة اللاجئين، بالإضافة إلى القرب الجغرافي بين سوريا ودول الخليج".
غير أنه يبقى من الصعب على أي نادٍ رياضي عربي أن يبادر بمثل هذه التطوعات دون علم السلطات الحاكمة، إذ لا يعقل أن يبادر فريق على المساعدة المادية والدولة التي يوجد فيها لها تحفظات على الوضع والصراع السوري، رغم أن الأمر هو جانب إنساني، ولا دخل لسياسة فيه" يضيف المتحدث.
وكانت الأندية الأوروبية لكرة القدم، قد قررت في وقت سابق توفير حوالي 3.3 مليون دولار كدعم خيري للاجئين السوريين، حيث قررت الأندية المُشاركة في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لكرة القدم تخصيص جزء من عائدات مبارياتها لأجل التضامن مع اللاجئين الذين تستقبلهم دول أوروبا.
وأعلنت رابطة الأندية الأوروبية أن هذه المبادرة سيساهم فيها ثمانون ناديا في دوري المجموعات بالبطولتين، حيث سيتم ستتبرع الرابطة بمبلغ أورو وحد عن كل تذكرة تباع لحضور أول مباراة للفريق على ملعبه، لتنضاف هذه المبادرة إلى مبادرات أخرى كانت أندية بايرن ميونيخ الألماني ونادي ريال مدريد الإسباني وروما الإيطالي قد أطلقتها لجمع تبرعات للاجئين السوريين في أوروبا.