تراجعت شركة نايكي، الأمريكية الرياضية العملاقة، عن تزويد اللاعبين الإيرانيين بأحذية رياضية، قبل نهائيات كأس العالم في روسيا، بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
و تسبب هذا القرار في استياء وإحباط بين اللاعبين الإيرانيين والمدير الفني كارلوس كيروش، الذي طلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "مساعدة" لاعبيه.
وجاء قرار الشركة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب، الشهر الماضي، انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
وأضافت "العقوبات التي تنطبق على نايكي كانت سارية لسنوات عديدة وهي قابلة للتنفيذ بموجب القانون".
ووفقا لوزارة الخزانة الأمريكية ، فإن أي كيان أمريكي ينتهك العقوبات المفرضة على إيران قد يواجه غرامات باهظة.
وقال مدرب إيران كيروش، الذي سبق له تدريب منتخب البرتغال وريال مدريد، للصحفيين "يعتاد اللاعبون على معداتهم الرياضية وليس من المناسب تغييرها قبل أسبوع من هذه المباريات المهمة."
وأضاف :"نحن مدربون ولاعبون فقط، ويجب ألا نتورط في مثل هذه الأمور. لكننا نطلب من الفيفا أن يساعدنا في ذلك."
"فخر وطني"
وردا على قرار الشركة الأمريكية، دشن عدد من الإيرانيين حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة منتجات نايكي، باستخدام هاشتاغ "لا لنايكي".
وقال أحد المستخدمين على تويتر :"عندما ترفض إيران اللعب ضد إسرائيل، يعتبرون هذا إقحام للسياسة في في الرياضة، ولكن عندما ترفض نايكي تزويد اللاعبين الإيرانيين بالأحذية بسبب العقوبات، لا تنطق الفيفا بكلمة واحدة".
وأظهر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع مواطنا إيرانيا، وصف نفسه بأنه طبيب أسنان، وهو يلقي حذاء نايكي في سلة المهملات، قائلا إن قرار الشركة كان "إهانة للشعب الإيراني وكل عشاق كرة القدم".
وقال مستخدم آخر إن اللاعبين الإيرانيين يجب أن يستبقوا الموقف ويعلنوا أنهم لن يرتدوا أحذية نايكي. وقال :"كان هناك وقت كان فيه رياضيونا رموزا للاعتزاز الوطني. لقد أصبحوا الآن رموزا للإهانة".
ومع ذلك، يدافع بعض الإيرانيين عن قرار نايكي، ويدفعون بأنها كشركة أمريكية لا تمتلك خيارا آخر.
وقال أحد المستخدمين :"إن نايكي شركة خاصة وهدفها الوحيد هو إرضاء مساهميها. من الطبيعي أن تسحب أحذيتها من إيران خوفا من العقوبات الاقتصادية".
وقال آخر "نايكي ليست عضوا في الفيفا ولا يتعين عليها اتباع لوائحه. هذا هو تأثير السياسة على التجارة بدلا من التدخل السياسي في الرياضة."
ولم يكن هذا هو مصدر الإزعاج الوحيد الذي يعيق استعدادات إيران لكأس العالم.
فقد علق الاتحاد الإيراني لكرة القدم العلاقات مع نظيره اليوناني، الشهر الماضي، بعد إلغاء مباراة ودية بين الفريقين وسط توترات بين اليونان وتركيا.
كما ألغيت مباراة ثانية ضد كوسوفو، في إطار الاستعدادات لكأس العالم.