باتت جماهير الساحرة المستديرة على بعد سويعات معدودة فقط، من متابعة نهائي كأس العالم 2018، والذي سيجمع بين المنتخب الفرنسي ونظيره الكرواتي، على أرضية ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو، حيث يتطلع الديوك للتتويج باللقب العالمي للمرة الثانية، بينما يسعى الفريق البلقاني لتحقيق النجمة الأولى.
ولا يخفى على أحد، أن كتيبة زلاتكو داليتش تجاوزت العديد من المطبات في طريقها نحو المباراة الختامية.. ونلخص لكم في 5 أسباب، جل ما جعل المنتخب الكرواتي يسعد مناصريه ويصل لهذه المرحلة الحاسمة، ذلك مع تحليلها بشكل مفصل:
اللياقة البندية:
في الكثير من المنتخبات ستجد نوعية اللاعبين التي يمتلكها المنتخب الكرواتي من ذوي اللياقة البدنية العالية، لكن من الصعب أن تجد منتخباً كل لاعبيه تقريباً بهذه الخصائص.. حتى أكثر اللاعبين مهارة فيهم تجده قادراً على أن يلعب لـ120 دقيقة بقوة وبلا كلل أو ملل.
راهن البعض على أن يُرهق لاعبو المنتخب الكرواتي في الأشواط الإضافية من مباراتهم أمام المنتخب الإنجليزي، وذلك بعد المجهود الضخم الذي بذلوه، لكن لم يحدث وأن تراجع اللاعبون بدنياً بل وقفوا ثابتين صامدين على أرجلهم بدون مشاكل بدنية واضحة بل إن المشاكل البدنية كانت أكثر ظهوراً على الأسود الثلاثة.. ولا يخفى على أحد، أن السخاء البدني الذي يتمتع به المنتخب الكرواتي هو الذي مكنه من الوصول إلى الدور النهائي عن جدارة واستحقاق.
دائرة المنتصف:
على غرار المنتخب الفرنسي.. يملك زلاتكو داليتش واحداً من أفضل خطوط الوسط في هذه البطولة، حيث كان الفريق متوازناً جداً في دائرة المنتصف وهو ما مكّنه من التحكم بشكل كامل في نسق جل المباريات التي خاصها لحدود الساعة.. لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش قدما أداءً رائعاً طيلة أيام هذا المحفل العالمي، فالأول تميز بقدرته على التمرير تحت الضغط ونقل فريقه إلى الحالة الهجومية بسلاسة كبيرة، بينما برع الثاني في ألعاب الهواء وقطع الكرات المرتدة مستغلاً مواصفاته البدنية.
تنوع الخطورة:
من مميزات المنتخب الكرواتي أنه لا يمكنك معرفة من أين تأتي الخطورة، إذ يملك أطراف قادرة على الدخول للعمق والتمرير البيني الخطير وكذلك هي لديها القدرة على الاختراق من الأطراف وإرسال عرضيات يتكفل بها ماندزوكيتش، كما أن الاختراقات من العمق سلاح قوي للفريق مع إيفان راكيتيتش ومن أمامه لوكا مودريتش، كما أن حل التسديد من بعيد متوافر وبشدة فكل لاعبي خط الوسط قادرون على التسديد بشكل فعال.. والحقيقة أن هذا التنوع أعطى كتيبة داليتش مرونة تكتيكية كبيرة لم نكد نشاهدها في أي منتخب آخر.
الروح القتالية:
الجرينتا ليست ميزة للإيطاليين فحسب، بل هي متواجدة في المنتخب الكرواتي أيضاً، وقد رسخها زلاتكو داليتش في لاعبيه، إذ نرى قتالية كبيرة من معظم العناصر دون يأس يُذكر حتى الوهلة الأخيرة وهناك العديد من الأهداف الحاسمة التي سجلها “الناريون” في الدقائق الأخيرة، سواء أتعلق الأمر بدور المجموعات أم بالأدوار الإقصائية.
حارس متألق:
لا يُمكن الحديث عن أسباب وصول كرواتيا إلى المباراة الختامية دون التطرق للدور الكبير الذي لعبه دانييل سوباسيتش في الدفاع عن مرماه.. الفريق البلقاني لم يظهر صلباً دفاعياً في أدوار خروج المغلوب، لكن صاحب الـ33 عاماً كان دائماً في الموعد من أجل إنقاذ منتخب بلاده.
من منا ينسى تدخلات سوباسيتش أمام الدنمارك سواءً أثناء المباراة أو في الركلات الترجيحية؟ ومن منا ينكر تصديات حارس موناكو أمام روسيا في مباراة الربع النهائي؟ هذا دون إغفال الدور الرفيع الذي يلعبه الحارس المذكور في إعطاء طمأنينة أكبر لزملائه على أرضية الميدان.