من الواضح جداً أن جوزيه مورينيو يجهز مبرراته مبكراً قبل أن يبدأ الموسم، يتحدث عن مشكلات فريقه، وينتقد إدارته، ويسخر من لاعبيه! ويشيد بقوة المنافسين الذين سيتهمهم بعد ذلك بالفوز بالحظ وأخطاء الحكام!
وكانت تصريحات المدرب البرتغالي عن المنافسين جزءاً من هذه الاستراتيجية، عندما قال: “الأندية الأخرى التي تنافسنا قوية حقاً، أو لديها فرق وقوائم لاعبين رائعة، مثل تشيلسي وتوتنهامومانشستر سيتي، أو تستثمر بكميات هائلة مثلليفربول الذي يشتري كل شيء، وكل شخص، ولذلك إذا لم نجعل فريقنا أفضل، فسيكون موسماً صعباً علينا”!
إذا خسر مانشستر يونايتد فسيقول مورينيو: “ألم أقل لكم إن المنافسة ضد هذه الأندية القوية ستكون صعبة”؟! وسيهاجم الجميع ويتحدث عن الحظ وأخطاء الحكام، ولن ينسى السخرية من لاعبيه! أما إذا فاز، فسيقول إنه انتصر رغم كل هذه الصعوبات التي اتحدت وتعاونت لتحارب ضده!
ولكن.. إذا نظرنا إلى الأندية الإنجليزية نظرة منطقية في هذا الدوري الذي لا يعرف المنطق، فسنجد أن ليفربول بالفعل هو أخطر تهديد ضد الأندية التي تريد المنافسة على اللقب، لأنه الفريق الذي عالج مشكلاته، وتعاقد مع اللاعبين الذين يحتاج إليهم في المراكز التي يحتاج إليها، ولم يبع واحداً من نجومه بعد نهاية الموسم!
كان مركز حارس المرمى أهم مركز يحتاج إلى تدعيم في فريق يورجن كلوب، فتعاقد النادي مع الحارس الموهوب أليسون بيكر بعدما كان الجمهور يشعر في بعض الأحيان بأن مرمى فريقهم بلا حارس! وبعدما استقبل الفريق في نهائي دوري أبطال أوروبا هدفين لا نشاهد مثلهما في نهائي دوري المدارس!
أما خط الدفاع الذي كان يتعاون مع مهاجمي الفرق الأخرى، فأصبح قوياً بعد التعاقد مع فيرجيل فان دايك في منتصف الموسم الماضي، والاعتماد على أندي روبرتسون في مركز الظهير الأيسر، وهو ما يعني نظرياً أن الوصول إلى شباك الريدز سيكون صعباً لأول مرة منذ سنوات!
وفي خط الوسط، كان ليفربول يعاني من غياب البدلاء، وأحياناً لا يجد الأساسيين! فتعاقد مع فابينيو الذي يستطيع أن يلعب في ثلاثة مراكز.. على الأقل! ونابي كيتا الذي يُعد إضافة قوية جداً في وسط الملعب، واستطاع النادي أيضاً أن يتعاقد مع شيردان شاكيري ليكون بديلاً هجومياً، بعدما كان كلوب لا يجد لاعباً يدفع به إلى الملعب عندما يصاب لاعب من الثلاثي الهجومي!
ورغم مشكلات ليفربول في السنوات الماضية، فإنه كثيراً ما كان يستطيع أن يتفوق على الأندية الكبيرة، ومن الطبيعي أن يصبح أكثر خطورة أمامهم بعد حل تلك المشكلات، بالإضافة إلى تفوق أسلوب يورجن كلوب على أسلوب بيب جوارديولا بشكل عام، وكلها أسباب تجعل ليفربول المرشح الأقوى للقب الدوري الإنجليزي في هذا الموسم.. ولكن!
يحتاج ليفربول إلى التغلب على مشكلتين ليقترب من لقب البريميرليج، إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة، أما الصغيرة فهي أنه يعاني كثيراً أمام مانشستر يونايتد، ويعجز أمام حافلة مورينيو! حتى لو كان اليونايتد سيئاً في المباراة، لكنها مشكلة صغيرة إلى حد ما لأنها مجرد مواجهة من ست نقاط، وقد يفقد بعض نقاطها أو كلها ثم يفوز باللقب.. إذا تغلب على المشكلة الكبيرة!
أما المشكلة الكبيرة فهي معاناة ليفربول في مواجهاته ضد الأندية المتوسطة والصغيرة! فقد شاهدنا الفريق في السنوات الماضية يدمر الفرق الكبيرة وينتزع منها النقاط، ثم يعطيها للفرق الصغيرة! والفوز في المواجهات الكبيرة لا يكفي للفوز بلقب الدوري، ولن يفوز فريق باللقب إلا إذا أصبح قاسياً أمام الصغار قبل الكبار!
لو استطاع ليفربول أن يحل المشكلتين، أو المشكلة الكبيرة على الأقل، بالإضافة إلى تفوقه أمام الكبار، وهو أمر متوقع نظرياً، فربما يجد طريقه أخيراً نحو لقب الدوري، هذا اللقب الذي عاش كثير من مشجعي النادي الشبان دون أن يشاهدوا تتويج فريقهم به!
هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف