عبدالله نعمان- أمين عام الناصري

أمين عام الناصري: أخطاء الشرعية والتحالف أدت لنشوء كيانات وأجهزة تنازع الحكومة سلطتها

قال أمين عام الحزب الناصري عبدالله نعمان إن الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة الشرعية وقوات التحالف خلال الحرب في اليمن أدت الى نشوء كيانات في المناطق المحررة تنازع الشرعية سلطتها وتشكل عائقاً يحد من قدرتها على بسط نفوذها وسيطرتها الفعلية على هذه المناطق.

 

وفي اجتماع مع قيادات فرع حزبه في محافظة أبين قال نعمان إن ذلك  نتيجة طبيعية لغياب الرؤية الاستراتيجية  بين الشرعية والتحالف لاستعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها والتعامل مع الأزمة وتطوراتها بمساراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية عبر قيادة مشتركة تحدد المهام والدور المناط تنفيذه لكل طرف، وتراقب وتقيم كل مرحلة من المراحل.

 

وأشار نعمان الى أن انقلاب تحالف الحوثي صالح على الشرعية الدستورية والتوافقية المدعوم من إيران لم يكن سوى حلقة في مخطط كبير ترعاه إيران يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لشعوب امتنا العربية وتفتيت كيانات دولها الوطنية، مؤكدا ان الخطر لا يستهدف اليمن وحده ولم يقف عند حدوده بل يستهدف السعودية ودول الخليج جميعا، وهو ما يعني أن اليمن هي خط الدفاع الأول عن السعودية ودول الخليج والمنطقة بأسرها.

 

وأكد بأن غياب هذه الخطة الاستراتيجية وجملة من الممارسات الخاطئة للشرعية والتحالف والفشل في توفير الخدمات والعجز عن توفير الحد الادنى من متطلبات المواطنين في المناطق المحررة وعدم القدرة على تثبيت أمنها واستقرارها بالإضافة الى التفرد والعشوائية في إدارة الدولة والأزمة وعدم القيام بأي مجهود فعلي لإقامة النموذج الجاذب للدولة وفق مضامين مخرجات الحوار الوطني، اسهم الى حداً كبير في إطالة أمد الحرب.

 

وأكد نعمان أن الحرب مرشحة للاستمرار وأن فرص الحل السلمي باتت محدودة وضئيلة خاصةً بعد تعمد الانقلابيين إفشال مشاورات جنيف التي دعا إليها المبعوث الاممي بعدم حضورهم ووضع شروط للمشاركة، وتصريحات الناطق الرسمي للحوثيين بعد لقائه بالمبعوث الأممي في مسقط قبل يومين، كل ذلك لا يبعث أي أمل بأن المشاورات ستستأنف قريباً.

 

وقال الأمين العام للتنظيم الناصري بأن ملف اليمن بات أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، لارتباطه بملفات دولية وإقليمية في مقدمتها تصاعد منسوب التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية والتحولات الداخلية التي شهدتها بعض دول الإقليم خلال العام المنصرم التي لم تصل إلى نهايتها بعد، وهو ما يعني أننا قادمون على مزيد من المعاناة الإنسانية المؤلمة للحرب التي توشك أن تكمل عامها الرابع، وتفاقم الأزمة الإقتصادية التي نعاني منها في ظل اقتصاد يعاني من الشلل ومهدد بالانهيار الكامل وتبدو مؤشرات وقوعة ظاهرة للعيان من امد غير قصير، ويعد الانهيار المتسارع والمريع للعملة واحد من تلك المؤشرات.

 

ولفت نعمان الى أن حزمة الاصلاحات الاقتصادية التي اقرتها الحكومة قبل ايام رغم محدوديتها وعدم كفايتها فإن معظمها لن تجد طريها للتنفيذ طالما والحكومة مقيمة في الخارج ولا تملك مؤسسات في الداخل مؤهلة لتنفيذ تلك الاصلاحات.

 

وأكد على أن وقف حالة التدهور والإنهيار بحاجة أولاً إلى إجراء إصلاحات جوهرية وعميقة في كل المؤسسات والاجهزة بدءاً بمؤسسة الرئاسة والحكومة ومستويات السلطة المركزية والمحلية، تنهي حالة التفرد بالقرار وتوقف حالة العبث والعشوائية لإدارة الدولة، وتعيد الاعتبار لمبدأي التوافق والشراكة الوطنية في صناعة القرار ورسم السياسات التي تأسس عليهما إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.

 

وأضاف: لن يتحقق ذلك إلا إذا امتلكت قيادة الشرعية الإرادة السياسية لإجراء تلك الإصلاحات وفق البرنامج التنفيذي لتحالف القوى السياسية واستعادة المكونات السياسية دورها وفاعليتها وعودة قيادة الدولة للداخل لتعمل بشكل مؤسسي ملتزمة بأحكام الدستور والقوانيين النافذة والمعايير التي أقرت في مؤتمر الحوار الوطني ونصت عليها وثيقة الضمانات لتنفيذ تلك المخرجات.

 

مشيرا الى أن ذلك يتطلب التنسيق الكامل بين الشرعية ودول التحالف الداعمة لها والعمل من  أجل إزالة كافة العوائق التي تحد من قدرة الشرعية على ممارسة سلطاتها وبسط نفوذها في المناطق المحررة وانهاء أي اجهزة موازية لأجهزة الدولة الرسمية، وتقوية مؤسسات الدولة والعمل من خلالها على توفير الاموال الامكانيات اللازمة لإعادة بناء الاجهزة والمؤسسات ووقف حالة الانهيار الاقتصادي واحداث تنمية شاملة واعادة الاعمار الى ان تتمكن الدولة من اعادة تفعيل مواردها الداخلية.

وجدد الأمين العام للتنظيم الناصري التأكيد على  أهمية التسريع بإعلان التحالف السياسي للمكونات السياسية الداعمة للشرعية والبدء بتنفيذ برنامجه الاصلاحي داخل الشرعية.

موضحا ان البرنامج يتلخص في أربعة محاور ، هي احداث إصلاح في مؤسسة الرئاسة وتشكيل حكومة مصغرة بمهام محددة وإعادة هيكلة مؤسسة الجيش والأمن على أسس وطنية ومراجعة كافة القرارات التي صدرت خلال المرحلة الماضية ومدى توافقها مع الدستور ومخرجات الحوار، محذراً من أن عدم حدوث ذلك يهدد اليمن بخيارات أسوأ من النموذج الصومالي.

وأكد نعمان أن إنهاء الإنقلاب واستعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها والتمسك بالشرعية والدستورية والتوافقية التي يمثل رمزها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية هي خيارات التنظيم التي ظل متمسك بها منذ وقوع الانقلاب ولن يحيد عنها وان ذلك لا يمنعنا من نقد الاخطاء والممارسات العبثية في ادارة الدولة ومظاهر الفساد والقصور أداء الشرعية.

 

المصدر أونلاين