بديع سلطان
يحرص الستيني الحاج قاسم سحكوك، على زيارة مركز صرف حقن الأنسولين بانتظام، خلال يومي الصرف الرسميين، الأحد والثلاثاء من كل أسبوع، للحصول على جرعته الشهرية، غير أنه يعود بخفي حنين منذ شهرين.
يقطع الحاج سحكول 5 كيلومترات من مديرية البريقة غرب عدن، حتى الوصول إلى مركز صرف الأنسولين المجاني في مستشفى الجمهورية العام بمديرية خور مكسر، شرق المحافظة.
وكالعادة يقف سحكول، بجانب أقرانه من المرضى المترقبين لأخبار وصول الحقن، بحسب الوعود المتكررة من موظفي المركز.
علبة واحدة من الدواء، كان يتسلمها الحاج قاسم كل شهر مجاناً.
ويعمل هذا الدواء على تخفيف آلام السكري الذي يكابده منذ سنوات، غير أنه لم يتسلم حصته المقررة منذ شهرين، بسبب انعدام الأنسولين المجاني في المراكز الحكومية، ويعجز عن شرائه بسبب ارتفاع سعره بشكل خيالي في الصيدليات التجارية.
يقول الحاج قاسم “المشاهد”: “إن التكلفة المرتفعة لحقن الأنسولين في الصيدليات التجارية، ضاعفت من معاناتنا، لأننا لا نستطيع توفير تكلفة الدواء حيث وصل سعره الى 8 الف ريال مايقارب 10 دولار وكان فى السابق سعره 200 ريال.
ويضيف: الصرف المجاني للحقن مثل طوق نجاة للكثير من المرضى، وخفف بالفعل من الآلام، حين كان الصرف يتم بانتظام ودون توقف. داعياً وزارة الصحة والجهات المعنية إلى سرعة توفير الأدوية وإنقاذ المرضى المحتاجين.
ويكابد المئات من مرضى السكري معاناة كبيرة في الحصول على الدواء.
وتصل نسبة المرضي في المحافظة 10 بالمائة من إجمالي عدد المصابين بالمرض فى اليمن، والبالغ عددهم مليوناً و200 ألف مصاب، حسب إحصائية نشرها مركز مرضى السكري.
عدم توفر الأنسولين، يشكل كابوساً لنسبة كبيرة من اليمنيين الذين يواجهون تداعيات وتبعات هذا المرض.
وقالت الدكتورة سعاد عبده ميسري، مديرة البرنامج الوطني للإمداد الدوائي: إن الوضع الراهن بالنسبة لمرضى السكري لا يطاق، ونحن ندرك خطورة انعدام الأنسولين، خاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود ممن يعتمدون على الحقن.
وكشفت ميسري عن استلام البرنامج الوطني للإمداد الدوائي، قبل أيام، شحنة من حقن الأنسولين، مقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. مضيفةً أن الشحنة كانت نتيجة تفاعل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع طلباتنا في البرنامج الوطني للإمداد الدوائي، لإنقاذ الموقف، وتوفير الأدوية للمرضى المحتاجين.
وبشرت الميسري مرضى السكري بأن عملية توزيع كميات حقن الأنسولين ستتم خلال الأسبوع القادم، وأن عملية التوزيع سيسبقها إجراءات فحص وتحديد المواقع المخصصة لاستلام الكميات المحددة.
وكانت حقن الأنسولين الخاصة بمرضى السكري شهدت انعداماً في المراكز الحكومية المخصصة للصرف المجاني، كما أنها شحت في الصيدليات، وارتفعت أسعار الكميات المتواجدة منذ فترة، الأمر الذي ضاعف من معاناة المرضى المستفيدين حقن الأنسولين مجاناً.
وهو ما سيشكل الفصل الأخير من عذابات الحاج قاسم وأمثاله من المرضى، الذين انتظروا طويلاً، ولا يستطيعون المزيد من الانتظار، فالمرض لا يعرف الانتظار، والألم لا يصبر على أحد.
المشاهد
