مكافحة البعوض في تعز

وفاة 13 وإصابة 1250 خلال شهرين..

"حمى الضنك" يتمدد مجدداً في تعز

ما إن تخرج مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) من مأساة إلا وتداركتها أخرى، فعلى الصعيدين الإنساني والصحي ما تزال المدينة تشهد تدهوراً مريعاً، بعد أسابيع من تفشي وباء حمى الضنك بين السكان من جديد.

 

فالوباء يواصل حصد ضحاياه تزامناً مع موسم سقوط الأمطار في المدينة المعلنة مدينة منكوبة، منذ بداية الحرب الراهنة التي اندلعت قبل أربعة أعوام بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية من جهة، والمسلحين الحوثيين من جهة أخرى.

 

ولن يكون آخر الضحايا، وفاة الطفل مهند عبدالسلام أحمد، مساء أمس الاثنين، إثر إصابته بحمى الضنك، وبعد أيام معدودة من وفاة طفل آخر يدعى يعقوب محمد أمين عطا وسط المدينة.

 

ووفق مصدر مقرب في الأسرة فإن مهند ظل يصارع أعراض الحمى لأيام قبل أن يُتوفى، ليعيد للأذهان وباء الكوليرا الذي عصف بالمدينة، مواحدة من المدن اليمنية التي تعرضت للجائحة الوبائية خلال العامين الماضيين، أودت بأكثر من ألفي شخص، وإصابة نحو مليون آخرين.

 

وأضاف المصدر لـ«المصدر أونلاين»، إن السكان يخشون من تفشي وباء حمى الضنك، فالبعوض ينتشر بكثافة في أحياء المدينة، ومن السهولة أن يحمل عدوى الوباء.

 

وتحاول السلطات في تعز مكافحة الوباء بجهود شحيحة، لكن نقص الجهود في مكافحة انتشار البعوض فاقم من الإصابة بالوباء بين أوساط السكان.

 

وسجلت السلطات الصحية في المحافظة وفاة عدد من الأطفال والفتيات وإصابة المئات من المواطنين بحمى الضنك خلال الأسابيع الماضية بالمديريات الموبوءة وسط مدينة تعز.

 

وقال الدكتور عبدالرحيم السامعي مدير عام مكتب الصحة في تعز لـ«المصدر أونلاين»، إن حمى الضنك أودت بحياة 13 مواطناً حتى اليوم، وتسجيل 1250 حالة إصابة خلال شهري أغسطس الماضي وسبتمبر الجاري.

 

وأضاف «يشكل سقوط الأمطار بشكل يومي سبب رئيس في تفشي حمى الضنك إلى جانب انتشار عدد من الأمراض والأوبئة في المدينة».

 

بحسب السامعي، فإن من عوامل تفشي حمى الضنك وعجز السلطات عن الحد منه، انهيار النظام الصحي، وشحة الدعم المقدم لمواجهة الأمراض والأوبئة وتنفيذ خطط الوقاية منها، وانهيار معززات الصحة العامة، كانعدام المياه النظيفة، وعدم رفع المواد الصلبة (القمامة).

 

وأكد مدير مكتب الصحة في تعز، عمل السلطات في تدشين المرحلة الثانية من خطة الرش الضبابي في جميع الأحياء والمناطق الموبوءة، لافتاً إلى أن عملية الرش تكافح 25% من نواقل حمى الضنك (البعوض)، ويظل الخطر قائما بسبب تكاثر المستنقعات وغيرها.

 

وتقتصر خدمات المستشفيات الحكومية على إجراء الفحوصات، وتقديم أدوية تخفيض الحمى (حبوب، مغذيات)، ويقرر الأطباء الرقود للحالات الحرجة، واغلب المصابين بالضنك يلجأون إلى تناول وصفات طبية شعبية مثل تناول التمر الهندي (الحُمر).

 

يشار إلى أن مركز الحميات في مستشفى الثورة مازال مغلقاً رغم صدور توجيهات من المحافظ أمين محمود بفتح المركز، واكتفت الإدارة بفتح قسم الطوارئ وتحويل الحالات إلى مستشفيات أخرى، كما افتتح المستشفى الجمهوري قسم الباطنية لاستقبال مئات المصابين بالضنك.

 

وكانت بيانات منظمة الصحة العالمية سجلت، 17 ألف و796 حالة اشتباه بالوباء في المدن اليمنية، خلال الستة أشهر الأولى من 2016، والتي كانت شهدت انتشار للموجة الأولى من الوباء، جراء تدهور الوضع الصحي في البلاد.

 

وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى. ويتفرّع فيروس حمى الضنك إلى أربعة أنماط مصلية DEN1 وDEN2  وDEN3  وDEN4.

 

وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين 3 أيام و14 يوماً (من 4 إلى 7 أيام في المتوسط) عقب اللدغة المُعدية. والجدير بالذكر أنّ حمى الضنك مرض يشبه الأنفلونزا ويصيب الرضّع وصغار الأطفال والبالغين.

 

ولا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك. أمّا حمى الضنك الوخيمة فهي من مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى الوفاة، غير أنّه يمكن -غالباً -إنقاذ أرواح المصابين بها بتشخيص المرض في مراحل مبكّرة وتدبير العلاج بالعناية اللازمة من قبل أطباء وممرضين متمرّسين.

 

المصدر أونلاين