[ بلومبيرج: مع استمرار الحرب ما يزال هناك الكثير أمام عودة إنتاج النفط في اليمن ]

بلومبيرج: مع استمرار الحرب ما يزال هناك الكثير أمام عودة إنتاج النفط في اليمن (ترجمة خاصة)

يمن شباب- ترجمة: أبوبكر الفقيه

 

مثلت عودة شركة  OMV إلى حقل نفط في اليمن خطوة صغيرة نحو عودة الإنتاج لأفقر دول الشرق الأوسط، حيث أدت الحرب التي تجري بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران إلى تقليص  إنتاج الطاقة وإغلاق محطة تصدير وخطوط أنابيب نفطية رئيسية .
 
وقد أعادت شركة OMV التي تتخذ من فيينا النمساوية مقرا لها فتح آبار الإنتاج في محافظة شبوة في جنوب اليمن، في أبريل بعد ثلاث سنوات من انسحاب الشركة بسبب النزاع في اليمن حيث قامت بتصدير أول شحنة تتألف من 500الف برميل في يوليو.
 
وقال راينر سييل الرئيس التنفيذي لشركة OMVفي مقابلة معه:"في الوقت الراهن بالإمكان التعامل مع  الوضع الأمني".. مضيفاً "قررنا العودة على الرغم من وجود خطر دائمً، ربما يجبرنا على وقف الإنتاج هناك. حالياً،البنية التحتية موجودة وتعمل. "
 
وكان إنتاج اليمن من النفط قد انهار منذ عام 2015 بسبب القتال بين القوات الحكومية المدعومة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى، حيث دفعت الحرب الأهلية شركة "توتال اس اي" إلى إغلاق منشأة لتصدير الغاز، كما اجبر شركة  DNO ASA على تعليق العمليات.
 
إن العودة مجدداً إلى مستويات إنتاج النفط الخام قبل الحرب سيضع اليمن على قدم المساواة مع الغابون وغينيا الاستوائية في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
 
وقال ريكاردو فابياني، المحلل في شركة (انيرجي اسبكتس المحدودة)اللندنية، إنه"من السابق لأوانه القول بأن اليمن في طريق عودته إلى سوق النفط"..

وأضاف:" في حين أن المنطقة التي تعمل فيها شركة (أو أم فيOMV) ما تزال أمنة نسبياً" وما زال مرفق التصدير يعمل، فإن "الحقول الأخرى ما تزال في حالة سيئة، والأهم من ذلك هو أن محطات التصدير تعرضت لأضرار بالغة أو أنها ما تزال تحت سيطرة الحوثيين."
 
ويفتقر الحوثيون إلى الأسلحة المتقدمة التي بحوزة خصومهم، لكنهم أثبتوا عنادهم حيث ما يزالون يسيطرون على العاصمة صنعاء، وميناء التصدير الحيوي في رأس عيسى على الساحل الغربي لليمن، وخط أنابيب يمتد إلى الميناء من محافظة مأرب المنتجة للنفط. وقد أطلقوا صواريخ على المطارات وأهداف أخرى في المملكة العربية السعودية، التي أصبحت الحرب تمثل مستنقعاً لها، ولا نهاية تلوح في الأفق حتى الآن في ظل تفشي وباء الكوليرا في البلاد .
 
 وتقول الأمم المتحدة إن" سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليون نسمة يعانون من ويلات أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في العالم".
 
وكان تأثير الحرب على إمدادات الطاقة بالغاً للغاية حيث بحلول عام 2016، انخفض إنتاج اليمن من النفط 957 ألف طن في مقابل  7.78 مليون طن في عام 2014 قبل الحرب، بينما انخفض إنتاج الغاز الطبيعي إلى 431،000 طن من النفط المكافئ من 8.4 مليون طن خلال نفس الفترة، وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
 
وقال شوقي المخلافي نائب وزير النفط في مكالمة هاتفية:"نأمل أن تشجع هذه الخطوة من قبل شركة OMV الشركات الأخرى على استئناف إنتاج النفط".. مضيفاً "إنه يمثل العمود الفقري لاقتصادنا، وبدون إنتاجه لا يمكن للاقتصاد أن يتعافى".
 
وقالت شركة (كافالي بتروليوم) المحدودة، من قبرص وهي المشغلة لبلوك 9 في حقول النفط حقل المسيلة في محافظة حضرموت الشرقية، في رسالة عبر البريد إلكتروني إنها "تبحث مؤقتا" بدء عمليات الإنتاج في الجزء الأول من عام 2019.
 
ويأتي ذلك الاستئناف المحتمل للعمليات كنتيجة للتعاون بين الحكومة والسلطات المحلية حسبما قالت الشركة التي كانت علقت العمليات في اليمن في عام 2015 لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن.
 
وقال متحدث باسم الشركة عندما سئل عما إذا كانت الشركة تدرس إعادة التشغيل، إن عمليات شركة DNO التي مقرها أوسلو النرويجية ما تزال معلقة بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.

وقالت متحدثة باسم شركة توتال إن:"مصنع الغاز الطبيعي المسال لا يزال في حالة جيدة كما كان في السابق".
 
وقال مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية، وهي منظمة غير ربحية مقرها صنعاء، عبر الهاتف:"إن عودة شركة  OMV هي إشارة على الاستقرار النسبي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وعلى رغبة اليمن في الحصول على العملة الصعبة".
 
وتقوم الشركة التي تتخذ من النمسا مقراً لها وكمشغل لقطاع S-2 ، بنقل إنتاجها الجديد إلى خط أنابيب بطول 204 كم (127 ميل) والذي ينقل النفط الخام إلى محطة "النشيمة"  في المحيط الهندي، وفقاً للشركة التي قالت أيضا إنه:"لم تحدث حوادث او اضطرابات "كبيرة" منذ  استأنفت ضخ النفط".
 
وقال المخلافي نائب وزير النفط إن المشروع المشترك لشركة OMV ينتج حوالي 13 ألف برميل في اليوم.

وتمتلك الشركة حصة قدرها 44? في المشروع كما تمتلك شركة الصين للبترول والكيماويات (شينوبك) 37.5? في حين تذهب الحصة الباقية  لشركائها اليمنيين .
 
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) نقلا عن الوزارة إن المشروع باع أول دفعة من إنتاج شبوة بلغت 500 ألف برميل في يوليو الماضي للصين.
 
وقد امتنعت شركة OMV عن الإفصاح عن الزمن التي تتوقع أن يتم فيه  القيام بشحنة أخرى.
 
 وبحسب وكالة سبأ، سيذهب ما نسبته 20? من عائدات المبيعات لصالح محافظة شبوة من أجل تنفيذ، مشاريع تنموية فيها.